قضايا

بياض المكاشفة

عبد العزيز المنيعي

البياض انواع وأشكال وتوازنات، ومن أشد انواع البياض نقاء ونصاعة، صفاء السريرة، والبوح بمكامن الضمير الحي، ومشاطرة الآخرين كل التفاصيل بغية إصلاح ما يمكن إصلاحه.
اما الحديث عن "مغرب أسود"، قام بتلوينه قلم متآكل لأحد الكتبة، من كذبة "جماعة الظلام"، فذلك امر مردود عليه، وقميصهم  "قد من دبر و من قبل"، ولا يحتاج إلى "جافيل" لتصبينه فقد انتهى امره وصار خرقة بالية لن ترد البصر لمن اكتشفوا "ضلالهم" وخبروا "مواعظ الإفك" في خطبهم.
الصراحة كنا ننتظر أن يرتمي أحدهم عاريا دون ملابس في نهر الوطن الصافي والهادر... وها قد فعل احدهم وارتمى، لكنه اخطأ مرة اخرى وارتطم بحجارة "من سجيل" تصلح لرجم "فيل" مسيلمة الكذاب..
وحتى نكون اكثر وضوحا، فإنك يا هذا تطأ فوق غائطك، وكل رائحة نتنة تشتمها فهي منك ومن الذين حولك و معك وفوقك وتحتك.
إن كنت ترى السواد في بياض المكاشفة، فأنت مصاب بعمى الألوان، وإن كنت ترى الضباب في وضوح الرؤية، فأنت أعمى البصيرة قبل البصر..
تمنينا لو كنتم بربع ما اتى به أسيادكم من شرفاء هذا الوطن، وقلتم الحق على أنفسكم قبل أن تمسكوا بتلابيب واهية "راشية" وانتم على حافة الإفلاس الروحي والفكري.
يا هذا، نقول لك ما قاله فقيه إمام لمن إستفسره عن سائل لزج كريه الرائحة تسرب منه، وهل تجوز الصلاة به حسب المذاهب... حين اخبره وقال "قم يا رجل فقد (خريت) بإجماع كل الأئمة.."
انت كمن سمع قوله تعالى " فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ"، فما كان منك إلا أن نشرت اطرافك ومؤخرتك فوق أرض أسيادك الطاهرة و النقية، التي حرمت على أصحاب الجنابة الفكرية..
إنها مطية الحمقى أن تركبوا قصبة وتخالونها حصانا، هواجس الحمقى ان تتأرجحوا من سكرات العته وتخالونها حلاوة الحقيقة..
ملك البلاد، ومؤسسات البلاد، وتقارير المجالس، وخطب البوح و المكاشفة، كلها تمضي في طريق واحد، البحث عن مكامن الداء وعلاجه، وأنت و"جماعتك" جزء من هذا الداء، فمنكم من يلوث يومياتنا بأنفاسه السامة، و منكم من ينفث في "العقد"... منكم شر الناس وهذا اكيد..
الوطن و عاهل الوطن ومؤسسات الوطن، كلها لا تحتاج إلى مساحيق التجميل، انتم اولى بها، لتخفوا تلك الندب الكبيرة على وجوهكم وأدباركم وانتم تأتون نساء الاخرين في الشواطئ، وتفتحون الفروج من اجل قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق..
مساحيق التجميل صنعت لكم خصيصا، حتى لا تبدو حقيقتكم كما هي بشعة مرعبة تخفي انياب الغدر خلف إبتسامة خادعة..
يكفينا فيكم فضائحكم..
يكفينا انكم على طريق جهنم سائرون في الدنيا قبل الآخرة..
يكفينا ان لكم أعناقا مثل زرافات الشؤم، لا ترى سوى الورقة اليابسة من الشجرة، بعد أن خانها النجاح، و فشلت بذرتها المنخورة في  أن تخرج من الأرض في عز  فبراير، و لم  تر  أوراقها كرم الربيع..