قضايا

كأننا نلهو و نتسلى ... كأننا لا نلعب كرة القدم

عبد العزيز المنيعي

تصر الخيبة على أن تظل مقيمة بين ظهرانينا،  تمارس عبثها بالحلم  الكروي البسيط، الذي لا يتعدى فرحة تتجاوز المدرجات لتدخل البيوت و المقاهي حيث تفيض الدعوات بالنصر للمنتخب المغربي للإناث و الذكور، للكبار و الأولمبيين، و الشبان و الفتيان.
الظهور الخجول و الباهت للمنتخب الوطني في مبارتيه الوديتين، كان سيتحول إلى إنجاز لو بقيت الآلة الدعائية على حالها تطبل لكل عثرة وتعتبرها قفزة، وهو ما عشناه في المرحلة السابقة، مع الناخب السابق رونار، انتصارات بشق الأنفس ومصادفات تم تدوينها على انها إنجازات كبيرة تحققت لكرة القدم المغربية، ليس على عهد رونار أو زياش أو بنعطية أو بونو او غيرهم، بل على يد السيد رئيس الجامعة وطاقمه الإداري و التقني و الإعلامي وجماعة المزماريين الذين ينفخون انغام النصر كلما سجلنا تعادلا "ثمينا"، أو نلنا فوزا صغيرا، أو تعثرنا بهزيمة قاسية، كل شيء يتحول من الأبيض والأسود إلى ألوان زاهية ومشرقة، الصباغون المهرة يعرفون متى يحولون اللون القاتم إلى فرجة ملونة.
"الفوز" الخجول الذي حققه منتخبنا الوطني الثلاثاء، بهدف يتيم في مرمى منتخب النيجر، لا يمكن أن يعد بالشيء الكثير، ولا يمكن أن ننتظر أي شيء في المقبل من يوميات المنافسات، فنحن في محطة مواصلة، وليس محطة تغيير القطار، المنتخب يجتر لحظاته السابقة ب "كسوة" نوعا ما جديدة، لكن الميكانيزم الذي يحرك ماكينة المنتخب هو نفسه، لم يتغير و لم يتبدل.
دليلنا هو الإقصاء الجديد لكرة القدم الوطنية من المنافسة في ملتقيات قارية وعالمية، بعد أن أقصي المنتخب الاولمبي من منافسات كاس افريقيا لاقل من 23 المؤهلة للالعاب الاولمبية، بهدف لصفر بعدما أن اكتفي بالتعادل في الرباط و لم تسعفه لا الطاىرة الخاصة و لا المنحة المغرية التي وعده لقحع بها.
كذا إذا... تم إلغاء رحلة كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وبالتالي إلغاء الحلم برحلة إلى أولمبياد طوكيو، والاكتفاء بقضاء "عطلة" اضطرارية داخل الوطن دون أي مشاركة، وسننتظر سنوات اخرى لنعيد اجترار الخطاب نفسه، والخيبات نفسها، وننسج حول قلب المواطن حلما جديدا يغشاه إلى حين الصفعة المقبلة..
كأننا لم نلعب كرة القدم، أو كنا اول منتخب يحقق لإفريقيا و العرب المرور إلى الدور الثاني في كأس العالم..
 كأننا لم نلعب كرة القدم، فقط كنا نلهو بها ونتسلى ونمني النفس بغد أفضل... لكن هناك من يلعب بأحلامنا ويستعمل " الضمادات" لعلاج كل الجروح... هناك من يريد أن يبقى رئيسا ولو على حساب مصير كرة القدم الوطنية..