مجتمع وحوداث

المغاربة استهلكوا أكثر من 300 مليون من “البيرة”

كفى بريس: صحف

فتحت يومية الصباح المغربية  ملف ترويج الخموربالمغرب، والتناقض الحاصل بين القوانين والواقع، حيث أكدت أن المغاربة استهلكوا، خلال ثلاث سنوات الأخيرة، 310 ملايين لتر من الجعة (البيرة)، بمعدل 103 ملايين لتر في السنة، وأزيد من ثلاثة لترات من “البيرا” لكل فرد في السنة.

وأشارت معطيات صادرة عن الشركة المفوض لها تدبير خدمة التأشير الجبائي، أنه، بالموازاة مع ذلك، تم استهلاك 38 مليون قنينة من النبيذ و 14 مليونا من المشروبات الروحية، خلال الفترة ذاتها.

وتأتي هذه الأرقام لتفند من يدعي أن الرخص تمنح فقط لبيع الخمور لغير المسلمين. بحيث يستحيل أن تكون كل هذه الكميات مستهلكة من قبل الأجانب غير المسلمين، بالنظر إلى محدودية عددهم، فحسب الإحصائيات الرسمية المستندة إلى الإحصاء العام للسكان والسكنى الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، لا يتجاوزون 80 ألف شخص، إذ لو سلمنا أن السلطات المسؤولة تطبق القانون بحذافيره وأن الخمور لا تباع للمغاربة المسلمين، فإن ذلك يفترض أن يستهلك كل أجنبي مقيم بالمغرب أزيد من ثلاثة لترات من الخمر في اليوم طيلة السنة، ما يعني أن كل المقيمين غير المسلمين سيتحولون إلى مدمنين على شرب الخمور، الأمر الذي لا يمكن أن يستقيم وغير قابل للتصديق.

في الحقيقة، الكل يعلم أن النسبة الكبرى من الخمور التي تسوق بالمغرب يستهلكها مغاربة “مسلمون”، وأن نسبة استهلاك الأجانب تظل هامشية، كما أن السلطات تعي جيدا أن التفعيل الحرفي للقانون سيضر بمصالح اقتصادية، كما أنه سيحرم خزينة الدولة من موارد جبائية هامة. وهكذا يتحول هذا القانون إلى وجه من أوجه النفاق الاجتماعي، إذ لا يمكن شرعنة بيع وتداول واستهلاك الخمور المحرمة بتعاليم الدين الإسلامي، الذي يعتبر دين الدولة، ما اضطرت معه السلطات إلى إصدار قانون يمنع بيع الخمور للمسلمين، وكأن الشريعة الإسلامية تسمح بذلك لغيرهم، مع غض الطرف على المخالفين إلى حين، ما يجعل القانون يتحول إلى وسيلة ابتزاز في يد السلطات التي تسهر على تطبيقه وضمان احترامه.

من جهة أخرى، فإن هناك مفارقة غريبة، في هذا الباب، إذ هناك قانون يمنع بيع الخمر للمسلم، في حين يسمح آخر باستخلاص الرسوم على بيعها. وتعتزم الحكومة استخلاص أزيد من 150 مليارا من الضرائب على الخمور والكحول والجعة، خلال السنة الجارية، ما يمثل زيادة بحوالي 6 ملايير بالمقارنة مع السنة الماضية.

وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن استهلاك المغاربة من الخمور سجل خلال السنة الماضية زيادة بنسبة 7%، مقارنة مع السنة التي قبلها. وهمت الزيادة بشكل خاص الجعة (البيرة)، التي ارتفعت الكميات المسوقة منها بنسبة 5%، في حين ارتفعت مبيعات المشروبات الروحية بنسبة 2%، ويتوقع المهنيون أن يتواصل انتعاش المبيعات خلال السنة الجارية.