رأي

عبد الكبير بلاوشو: بلاغ إخباري إلى السيد رئيس حكومة "حرف دَال" (بتاريخ: ليلة التاسع من عاشوراء)

سيدي الرئيس،
 بدون تدليس أو تلبيس، أدعوك بكل تقدير وما تقتضيه الّلِيَاقة من تعبير أن تَخْلَع حِذَائَك عندما تَقِف على حَافَة الْحُلْم في مَنَامِي،
وَأن تَخْلَع نَعْلَيْك عند رُؤْيَتِي في عَالَم الواقع بعيداً عن أحلامي..
اخْلَع عنك القِنَاع سيدي الرئيس قبل أن يَنْطِق لِسَانُك بإسمي سواء بالبَثِّ المباشر أو خلف الستار،
واخلع نَعْلَيْك فلا أحد يَنُوب عَنِّي أو يُرَافع بِهَمِّي وبِآلاَمِي،
وَأَمِطِ اللِّثَام عن وجهك عند مُحَاوَرتي أو مُخَاطَبتي، واسْتَقِم كَمَا أُمِرْتْ...
أَتَدْرِي سَعَادَة الرئيس من أَكُون ..!؟
أنا فخامة الأستاذ،
أنا المعالي نِسبَة للتعليم العالي،
أنا السّيد الجامعي،
الجامع للمعرفَة الدَّالّة على القيم،
والمانع للمواقف الحاطّة من الكرامة والشِّيَم،
أنا صاحب الرَّأي والموقف،
أنا صاحب المُهجَة واللّهجَة والوِجهَة،
أنا الأنيق والرقيق والعلم الدقيق
أنا صاحب الوجه الوسيم والصوت الرخيم،
أنا صاحب القول واللسان والعقيدة والإيمان،
أنا من يَنصاع له الحَرْف وينساب له المداد وِديان،
أنا من ينطق بالحق الجميل
ويسمع صوتي من به صمم، وينحني إجلالا لصفتي العجم،
أنا فخامة السيد والمعالي الأستاذ،
أنا سَفير الحَرْف والكَلِمَة ولست فوق العادة ولا أحْمِل صِفَةً بدون حقيبَة،
إسأل عنِّي كُلّ الأزمنة وابحث عنّي في كُلّ الأمكنة سوف تَجِدُنِي حَتْماً بِدَاخِلك،
أنا من رِزْقُه في فِكْرِه ولا يَقْتَات مِن يَدِ غيره،
أنا الغريب في وطنه
أنا من يُؤَدِّي الضريبة على خدمة يُقَدِّمُها
أنا من لا يَفْقَه في الشِّقاق وثقافة الإسترزاق،
أنا من لا يعرف خَطُّه ومَسْلَكُه انعِطَافَة وانزِيَاحاً،
أنا السَّيِّد بدون استثناء أو درجة "دَال"،
أنا من يَصعُب على الأنساق تَوْصِيفه ولو جِئْنا بكل حروف الهجاء،
أنا من ينقش في الحجر وفي أذهان البشر،
أنا صاحب الزاد والعتاد ولست من دعاة الحصاد،
أنا الجامعي وأمشي على استحياء،
أنا صاحب القلم الجامع والمانع والقاطع،
باختصار جعلوا منِّي أُضحِيَّةً لِلْعِيد وإحدى ضحايا بلاغ عاشوراء،
وحقِّي تَداوَلَتْه كلُّ الأخبَار،
إنه زمن خلع الحذاء ووضعه على رَفّ جَانِبَي الفكر والسياسة والعقل يا صاحب الحكمة في التحليل وهندسة المسار من منطلق "حرف الدَّال" قبل الدخول في منظومة التصنيف و"الإستثناء" و تخصيص حذاء خفيف يقي الرئيس ويحميه من حرِّ الردّ والبرد القارس.. فَفِي الثقافة الشعبية نسمّي هذا النوع من الحذاء "المشاية".. أمَّا تخصيص الحذاء للحمام ودورة المياه والصابون نسمّيه "قبقاب".. والذي أضحت شرعيته قاب قوسين أو أدنى من الترقية بالمقلوب إلى الدَّرَك الأسفَل من خلال سُلَّم الأجهزة النقابية مع تكريس منطق الإجهاز.
إنَّ خَلْعَ الحِذَاء عند أبواب الأمانة العامة للمحكومة جزء من طقوس العثمانيين المردود عليهم الخطاب ومضمون البلاغ الممدود على السجاد بحضور قيادة الزرع والحصاد ..
هذه العادات المرتبطة بخلع الحذاء من عدمه مع قرب التعديل الحكومي تناقلتها الأوعية الدموية للنخب والقادة الجدد والساسة القدامى واحتكت بها عبر أبنية وأنظمة شكلت قطاعات وأجهزة لنشر الأمية في المرافعة والجهل في المدافعة عن قضايا السيّدات والسادة الأساتذة داخل الأنسجة التنظيمية ..فالقصَّة أشبه ما يكون ببيت العنكبوت.
اخلع نعليك سيدي وضع حذاءك جانباً كي تتحدث باسم الأستاذ الجامعي ..
 اليوم.. يكتشف أهل النضال في ساحة البكتريا أن خلع الحذاء عند باب المؤسسة قبل الدخول، يُجَنِّب أَهْلَها عدد من الجراثيم يصل عددها إلى 420 نوع.
فتبعاً لنتائج  دراسة أجراها "تشارلز جيربا" الأخصائي في علم الأحياء الدقيقة في جامعة "أريزونا"، تَبَيَّن أن النَّاقِل الأساسي للجراثيم المُسَبِّبة للإلتهابات في الأمعاء و الفشل الكلوي.. والإكتئاب النفسي
هو الحذاء.. و يأتي تلوث أسفل الأحذية من الشوارع..والأندية الليلية والمشي فوق مخلفات الطيور.. ودخول المراحيض العامة و الخاصة رغم انعدامها في المُدن.. والمشي قرب مجاري الصرف الصحي في الصيف والشتاء و كذلك أرضيات المشافي.. والمقابر والمقرات: إنها مُصِيبَة الحذاء.
و لقد أكدت الباحثة النمساوية "داغمار شودر" من موقع فوكوس..أن الأحذية الشتوية في زمن الأعاصير والسيولات هي الأكثر خطورة في نقل البكتيريا الدقيقة.. ووجهت توصية بسيطة لتفادي هذه البكتيريا و هي:  عدم دخول غرفة المعيشة و الطعام والولوج إلى المدرجات والفصول والأقسام إلا بأحذية اسثتنائية حاملة "لدرجة دال" والتي سوف تعرض قريباً/بعيداً في أسواق الأنظمة الأساسية لمن أراد لنفسه الصحة والعافية والوقاية من تداعيات البكتيريا ..
ليبقى الأفضل هو خلع الحذاء عند عتبة المقرّات والمؤسسات.
لهذا أرجوك اخلع نعليك سيّدي.. إنك بالوادي المقدس طُوَى..
فالجامعة هي مؤسسة الارتقاء والنضال والدّال عليها لا يحتاج إلى ثقافة الذُّل والتسوّل أو درجة الاستثناء فهو السيّد بامتياز
رجاااااء
اخلعوا أحذيتكم أيها الناس إنها خلاصة الحوار الاجتماعي بين قادة "الإسثتناء" ورئاسة حكومة "دَال".. هكذا يَنتَفِض حرف "د" ومعه تعبئة كل حروف الهجاء:
إنَّه عُرْس الحَرْف في زمن كربلاء