قضايا

"الطهرانيون" الجدد يمسحون خطاياهم القديمة بمكياج حقوق الإنسان

عبد العزيز المنيعي

أعجب من صبرك يا وطني، أمام لسعات عقارب المنافع المغلفة بثوب الحقوق والحريات..
وأعجب أكثر من وجوه لا تستحي في وضح النهار، وتنسى أنها ذات مرة كانت تحمل السوط في وجه الحالمين من أبناء المغرب.
وأعجب أكثر من تحول "قلم" من عدم، إلى "قلم سيّال" يكيل للوطن و لمؤسسات الوطن و لقوانين الوطن، كل الحقد و الغل والأطماع والنزوات.
في اخر مقالاتها كتبت فاطمة الإفريقي عن قضية هاجر الريسوني، بعنوان عريض مليء بالمشاعر "الجياشة" الكاذبة والتائهة في صحراء البحث عن الذات... قالت إنها "حزينة وسجينة مثلك هاجر".
قد يجوز هنا التوافق في ما خفي، والتطابق في ما ظهر أيضا..
الصحافية ابنة بيت الوعظ و الإرشاد التي سارعت إلى حضن الرغبة قبل عقد شرعي يحلل لها ذلك. والإعلامية صاحبة البرامج التلفزية الترفيهية الفنية، التي صالت وجالت في حياة الفنانين، وأقصت من شاءت وقربت من أرادت وحاولت أن تصنع من الحبة قبة، اليوم تطل من نافذة الحقوق، بعد أن اخرجت من باب هضمها.
سهل جدا أن نكذب، وأن نمارس التدليس و أن نحاول طمس الحقيقة، لكن ذاكرة الناس حية لا تنسى، ويكفينا تلك التدوينة التي كتبها مدير اعمال فنانين مغاربة، ونشرها على صفحته في الفيسبوك... واستغرب حديثها عن "وليدات المغرب" ومخاطبتها للملك، وقال لها أين كان "وليدات المغرب" عندما كنت تغلقين الباب امام المواهب الفنية في برامجك السابقة.
هذه لحظة واحدة من مسار... ويكفي أن نذكر أيضا بما حدث مع برنامج "تغريدة" ..
يكفينا أن نعرف أن القلم الذي يخط لا ذاكرة له، لكن التاريخ يحفظ جيدا ملامح المدعين ووجوههم رغم محاولات التزين بمكياج "حقوق الإنسان" و "المعارضة"..