قضايا

يعوي مع الذئاب

عبدالعزيز المنيعي

حتى الذين كانوا "يخالون" أن أحداث الحسيمة "حراك" إجتماعي ويعبر عن مطالب اجتماعية، تيقنوا اليوم أن تلك الشعارات بهتت امام "تصبينة" الحقيقة وانكشفت ألوانها القاتمة، بعد أن قاد الحمق والعته إن لم نقل الحقد والكفر ناصر الزفزافي وآخرون معه إلى المطالبة بإسقاط الجنسية.
وقد تأكد اليوم أن التهم الوحيدة التي كانت جاهزة، كما ظلوا يدعون، هي اتهام الوطن و ضرب الوطن ومحاولة إغراقه في مستنقع الفتنة.
"بيان" الزفزافي ومن معه، وحنجرة "الوالد" التي علت وهي تتلو كلماته، هي صورة من ضمن ألبوم صور، تؤرخ للمكيدة الكبيرة التي دبر لها هؤلاء ذات لحظة في محراب التعبد بأعداء المغرب، هي صورة واحدة من بين شريط طويل لا ينتهي، منه صورة المسجد واقتحامه أثناء الصلاة، منها ايضا صوره وهو يصف المغرب بشتى الأوصاف القدحية، ومنها صوره أيضا وهو يحمل علما لا علاقة له بعلم الوطن.
فهل من مزيد، نعم جعبة الخونة لا تنتهي من سيل النتانة، ومجاري الحقارة تحمل الكثير من روث البغال، و الوطن فوق الجميع، وكل من صاح ذات يوم مساندا لهؤلاء، يصيح اليوم ويقول إلا الانتماء، فهو خط احمر... لان الجنسية ليست ورقة أو رقم، الجنسية هوية وامتداد في الزمان و المكان، وانتماء لا حدود له..
وقد نقول "رب ضارة نافعة"، على الأقل مطالب الزفزافي ومن معه بإسقاط الجنسية، كشفت الوجه الحقيقي للمؤامرة، وعبرت عن النوايا بشكل واضح.
و لا حاجة إلى "المخزن" كي يلصق أية تهمة بأحد، كما ادعى كثيرون عبر هذه الشهور التي انتهت بحفلة شواء الأفكار والقناعات على "مجمر" الزفزافي ووالده والأتباع..
للتذكير فقط: الرجال الذين ناضلوا واعتقلوا وصنعوا لنا اللحظة المغربية الفارقة التي نعيشها اليوم، مغاربة و لم يتخلوا عن جنسيتهم وانتمائهم رغم كل شيء... إنهم رجال... ظلوا مؤمنين بأنهم لا يستطيعون ممارسة حق حقيقي إلا في وطنهم.
أما الزفزافي ومن معه فهم يعوون مع الذئاب لا أقل ولا أكثر..