قضايا

المسكنات ... اسبرين لقجع لا تكفي

عبد العزيز المنيعي

غادر فوزي لقجع  رئاسة نهضة بركان، مترجلا من سفينة الفريق التي اوصلته إلى شواطئ الجامعة الجميلة الفسيحة، وترك خلفه كل الماضي البركاني التليد الذي صنع منه المسؤول الاول على كرة القدم الوطنية.
و تلقى الرأي العام الوطني الخبر بكثير من التساؤلات والتأويلات. وحسب الجاهز من "طبالة وغياطة"، فإن القرار يؤكد أن لقجع ولا يريد أن يخلط الامور، ويرغب في إعطاء الاندية الكروية الوطنية فسحة من المجال لتدبير امورها باستقلالية تامة، وهنا نشير إلى الناصيري ورئاسته المزدوجة للوداد البيضاوي و للعصبة. وهو ما سنعود إليه في وقت لاحق، لأن على راي المثل " ستة من ستين"، وما قام به لقجع قد يصبح "سنة حميدة" يسير على هداها الحواريون بكل تأكيد.
اما التأويل الثاني، وهو الأقرب إلى الواقع، فإن تضحية لقجع بمنصبه، هو فقط محاولة للبقاء على رأس الجامعة.. لان الرجل لا يخطو دون حساب، لذلك فان ركوبه مطية تشبيب إدارة نهضة بركان مجرد قول عابر في لحظة تجلي إبداعية ألهمت لقجع كتابة قصيدة "باي باي بركان".
وفي باب التأويل الثاني دائما، تأتي استقالة لقجع، بعد كل الجدل الذي رافق إقصاء المنتخب و استقالة رونار وتعيين وحيد والخروج بلائحة جاهزة للمنتخب، وبعد تلك الندوات التي احتضنتها مدينة الصخيرات و التي خرجت بخفي حنين، اللهم "تبرئة" ساحة السيد الرئيس من شبهة الإساءة إلى كرة القدم الوطنية من خلال الإقصاء المذل في الكان.
 الاستقالة تأتي أيضا بعد تفاعلات فضيحة رادس، وظلم الكاف للوداد، وأيضا بعد تبرئته من الاعتداء على الحكم الأثيوبي.
كل هذه الالتهابات في حلق كرة القدم المغربية، لا يمكن معالجتها إلا بأسبرين واحد، وهو الإستقالة من منصب يمكن الاستغناء عنه بسهولة، منصب يمكن استعادته في أي لحظة، منصب كان مطية للوصول إلى الجامعة. وهنا نضع معيار الاخلاق في واجهة الحديث، ونتساءل: هل فكر لقجع ولو للحظة واحدة، أن استقالته  لا يجوز معها، أخلاقيا الإحتفاظ برئاسة الجامعة؟
الجواب سنجده بعد حين في موقع ما، عبارة عن خبر أو حوار أو مجرد عرس كلامي يطبل فيه صاحبه للراقص على ملاعبنا وكرتنا..