على باب الله

لا تسألني على المرض عفالك راه محني... و لا مبغاتنيش سبيطارتك لله لا ترحمني...

المصطفى كنيت

فر الوزير الدكالي إلى الصين، مستنجدا بتجربتها في المجال الصحي، رغم أن المغاربة أصبحوا لا يثقون لا في الأواني الصينية ولا في "شارجوراتها"، التي خلفت العديد من الضحايا أخرهم الطفلة "هبة".

و للمغاربة مع السلع الصينية حكايات وحكايات، ليست غائبة، قطعا، عن وزير الصحة، وعلى رأي المثل الشعبي: " جا يطبو ( من التطبيب) عماه"، لذلك أخشى أن يصيب صحتنا الكثير من العمى.

وفي آخر تقرير أعده موقع "نومبيو" المختص في الأبحاث وتصنيف الدول حول الرعاية الصحية في العالم، نُشر هذا الأسبوع، على موقع "الجزيرة نت" احتلت الصين المركز 46، بسبب بنيتها التحتية المتهالكة، وعدم ولوج أغلب السكان إلى النظام الصحي، لكن الوزير ـ ربما ـ لا يرى بأسا في الاستفادة من هذه التجربة المهترئة، وقد يعثر على الحل في العلاج بالوخز بالإبر، بكل ما تسببه من آلم، وكما يقال:" آخر الدواء الكي"، مادامت المنظومة الصحية التي يدبرها فشلت في أن توفر الأطر الطبية وشبه الطبية و الأسرّة والدواء.

و الأدهى من كل هذا أن الوزير الدكالي، قرر "استيراد" 78 طبيبا صينيا، و فتح الباب أمام التعاون الطبي عن بعد، متجاهلا أن المغاربة بحاجة إلى القرب، وأن الوزارة نفسها تطلق عن العديد من الوحدات الصحية هذا الإسم.

لكن ماذا يمكن أن ننتظر من وزارة، لا تجد حرجا في تحميل المسؤولية للأطفال، حتى عندما تلدغهم العقارب، وللنساء حين يشتد بهم المخاض فلا يجدن من يساعدهن على الوضع،  و لمرضى الغدة الدرقية لما يختفي الدواء من الصيدليات.

و لا يسعنا إلا أن نردد مع الدكالي، الفنان، وليس الوزير: هذا المقطع من أغنية "لا تسألني" بعد تحويره:

لا تسألني على المرض عفالك  راه  محني

و لا مبغاتنيش سبيطارتك لله لا ترحمني...

سئلت جوارحي سئلت كياني سئلت عماقي هادي صدفة ولا مكتاب

عنداك تمشي للسبطار راه كلو عذاب"