على باب الله

ما حد لتيمة تبكي و ربي يزيدها

المصطفى كنيت

يبدو أن حال الصحة في المغرب كحال اليتيمة، وعلى رأي المثل: " ما حد لتيمة تبكي و ربي يزيدها"، و قد زاد حال الصحة سوءا منذ قدوم الوزير أنس الدكالي، بعد الإعفاء الملكي لرفيقه في الحزب الحسين الوردي.

ومنذ أن حط الرحال على رأس القطاع انشغل أنس الدكالي بتبيض وجهه، ولا تهمه الوزر البيضاء الملطخة بالكثير من الدماء.

فالوزير الكامل العضوية في حكومة سي العثماني، يبحث عن مجد شخصي أو حزبي، و مشغول ببناء نجومية زائفة بالوقوف أمام عدسات الكاميرات ... فلا يكاد يقوم بأي تحرك إلا و يتبعه ببلاغ مصحوب بالعديد من الصور، التي يقدم فيها نفسه كـ "منقذ من الضلال" لقطاع غارق في الظلام.

وآخر ما يزخر به سجله في هذا الباب، هو رحلة إلى الصين استعرض خلالها في بيانات مفصلة وصور مأخوذة بعناية ما قام به من فتوحات " صحية"، و ما وقف عليه من منجزات طيبة، في بلاد، لا يعاني فيها المرضى أمام أبواب المستشفيات، و لا تشكو من انقطاع دواء في الصيدليات، رغم أن تعداد سكانها بالملايير.

و لا أظن أن الرفيق أنس الدكالي، يعمل بالحديث النبوي الشريف: " اطلبوا العلم ولو في الصين"، أو يبحث عن حلول لمعضلات قطاع، فشل في تدبيره، ولن تنفع في حل مشاكله حتى رحلة إلى المريخ، مادام يفتقر إلى معرفة بـ "خبايا" و "خفايا" قطاع أصبح لقمة سائغة في أفواه لوبيات، يهمها الرصيد قبل المريض أو يتجاهلها.

و كان يكفي السيد الوزير أن يقوم برحلات إلى المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات بكل أصنافها، من دون أن تفي بالغرض الذي وجدت من أجله، وأن يطلع على التدوينات التي ينشرها، كل يوم، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، و الأخبار التي "تطلي" صفحات الصحافة الورقية والإلكترونية والفيديوهات التي تبث في "اليوتوب"...

كان يكفي أنس الدكالي أن يقف على ما يجري في المصحات، ليرى بأم عينه أن جراح الصحة تعفنت، ولم تعد تنفع معها "البتادين"، غير المتوفرة أصلا في المستشفيات،  و المضادات الحيوية، و أصبحت في الكثير من الحالات سرطانا لا ينفع معه حتى الاستئصال والعلاج الكميائي.

فماذا يفيد أن يطلع الوزير على صناعة الأدوية في الصين، ولا تضطلع وزارته هنا بتكوين الإنسان، الذين يقدس نُبل المهنة؟

و لماذا يكذب الوزير عنا، كل مرة، ببلاغ يتحدث عن إرسال لجنة تفتيش، من دون أن تًكلف الوزارة نفسها عناء إطلاع الرأي العام عن النتائج؟.

و لا بأس، والحالة هذه، أن نعانق "لتيمة" ونبكي معها، لأن " العين تحتاج إلى الدموع" .