قضايا

عودة الكرة المغربية إلى الصفر... مدرب جديد يعني بداية جديدة

عبد العزيز المنيعي

من بين زخم الاخبار و التصريحات التي رافقت تقديم الناخب الوطني الجديد، وحيد خليلوزيتش، الخميس. خبر صغير أشار فيه صاحبه إلى أن الناخب الجديد سيلغي سياسة سلفه هيرفي رونار، وسيعمل وفق رؤية جديدة في اختيار قائمة اللاعبين الذين سيحملون القميص الوطني.
طبعا هذه مسألة كانت متوقعة جدا، ومنتظرة وأمر حتمي في كرتنا المغربية، لعدة إعتبارات، أهمها أننا لا نتوفر على أسس حقيقية نبني عليها صرح منتخباتنا الوطنية. ليس لدينا مخططات طويلة المدى أو متوسطته أو حتى قصيرة، لدينا اللحظة فقط، والمدرب التي يمسك زمام الإدارة التقنية يشرع في الإستئناس اولا بالمحيط وبالكواليس، والإستماع لهذا ولذاك، ثم بعد ذلك عليه أن يسافر كثيرا وهي "محنة" ما بعدها "محنة"، سيرافقه في تحملها وفد من الجامعة بكل تأكيد. السفر و الإرهاق و متابعة المحترفين الجدد و القدامى والدخول في مفاوضات جديدة، وتسريب اخبار عن رفض اللاعب الفلاني حمل القميص ولولا تدخل فلان لما حمله. في خضم كل ذلك ننسى الجري الحثيث خلف أسماء بالأمس القريب كنا نقول لو حملت القميص الوطني سيكون ذلك هو عز المطلب وكل المنى.
في خضم كل ذلك ننسى الذين اعطوا وننتظر من سيعطي، و العهدة على ذاكرة الجامعة و ليس ذاكرة الملاعب أو الجماهير، فصور عسيلة وفرس والهزاز والتيمومي والحداوي وبودربالة والبياز و الزاكي وكريمو ولمريس ولبيض واللائحة طويلة جدا، لا زالت تزين صالونات العديد من الناس، وترصع ألبوماتهم وذاكرتهم الحية التي لا تموت.
لكن اليوم مع جامعة لم تبن أي أرضية صلبة تشيد عليها صرح كرة القدم المغربية، وتترك الحبل الغارب، نجد لاعبا مثل تاعرابت مثلا غادر من النافذة كأنه لم يكن، وأسماء أخرى لا زالت تمارس لكنها إندثرت مثل الغبار..
السؤال الذي يحير فعلا، لماذا منتخب مثل ألمانيا لا يضيع فيه أجر من احسن عملا، ويجزى العطاء المادي و المعنوي. لماذا منتخب مثل البرازيل لا تضيع فيه بوصلة اللعب، الطريقة نفسها و الحس نفسه والقتالية نفسها والنهج نفسه، حتى باتت تسمى الكرة البرازيلية... الجواب البسيط الذي لن نستطيع تدبير كلماته، هو أن كرة القدم هناك صناعة تعزز الموهبة، ومخططات بعيدة المدى تهندسها المؤسسات مثل إتحادات كرة القدم، وليست مجرد لعبة تبدأ من جديد كلما تغير المدرب ونعود إلى نقطة الصفر وتضيع منا شهور لانتظار ثمار نتمنى أن لا تكون مثل ثمار الكان بمصر..