قضايا

لقجع والمدرب المنتظر..

عبد العزيز المنيعي

اتفقوا مع خليلوزيتش أو لم يتفقوا، أو دخلوا في مفاوضات مع هذا او ذاك، نتمنى كل التوفيق للناخب الوطني الجديد، لتحقيق ما حلم به المغاربة، و انهار على أسوار الدور الثاني من نهائيات امم إفريقيا بمصر.
نتمنى التوفيق للأسود وللجماهير المغربية وهي تحبس أنفاسها عند كل منافسة، وفي كل دقائق أي مباراة. نتمنى التوفيق للغيورين على المنتخب وعلى صورة الوطن من خلال المنتخب، وما تبقى مجرد خزعبلات وفزاعات من قصب عابرة في زمن رديء يشبهون من يوصون بهذا دون ذاك وكلهم من أبناء ماما فرنسا لا فريق بينهم سوى قول نعم وكفى.
بعد أشهر من المد و الجزر، والأخبار المتضاربة و الانباء المتشابكة، لا زالت سفينة جامعة كرة القدم، لم ترس على شاطئ تتلاطمها امواج المفاوضات وتصفعها رياح الرفض مثلما فعل لوران بلان.
 اليوم يقال أنه سيتم تقديم خليلوزيتش، وغدا سيقال أن الجامعة تفاوض مدربا جديدا، وبعد غد سينتهي الوقت الميت أصلا، فخسارة التألق في منافسة من قبيل كأس إفريقيا تعتبر ميتة بالسكتة الكروية. تلك المنافسة التي فاز بها منتخب يقوده إطار وطني، ونافسه على لقبها منتخب اخر يقوده إطار وطني أيضا... ورغم ذلك تصر الجامعة على الإطار الأجنبي، وليس أي أجنبي، بل من الضروري أن يكون فرنسيا، ليس لأن معظم لاعبي المنتخب الوطني يتكلمون الفرنسية، بل لأن ماما فرنسا عند جامعة لقجع تعتبر المرجع الاكبر في التفوق و النجاح والتألق، والدليل هو ما انجزه الناخب السابق هيرفي رونار، الرجل اوصلنا إلى نهائيات كأس العالم، وهو إنجاز ما بعده إنجاز. الرجل أوصلنا أيضا إلى نهائيات أمم إفريقيا، بل انه حقق لنا الدور الثاني وبلوغه بشباك "نظيفة" وبنقاط كاملة، وهو الإنجاز الذي يجب أن نقف عنده وقفة تأمل وتقدير و تبجيل و احترام لأننا لم نعش لحظة الوصول إلى الدور الثاني مند زمن، اما الهزيمة على يد منتخب متواضع مثل بنين، فتلك حكاية اخرى، وقد قال الناخب قوله واعتذر و استقال وذهب إلى حصد المزيد من الرواتب الضخمة.
لذلك لا لوم على لقجع ورفاقه وأصحابه، في الإيمان بتفوق الكرة الفرنسية، بل تفوق فرنسا في كل شيء، اما الكرة فجزء بسيط من ذلك التألق. لا لوم عليهم وهم يسعون جاهدين للحصول على موافقة أي مدرب فرنسي حتى ولو كان في عطالة.
لا لوم عليهم خوض هذا الماراطون "الشاق و المتعب"، وإجراء الاتصالات تلو الاخرى من اجل ملأ فراغ مدرب فرنسي بمدرب فرنسي اخر.
"الجوطية" فتحت أبوابها على مصراعيها امام الجامعة، وسي لقجع يجيد "التقلاب مزيان" في خباياها، ولن يصده تمنع "بياسة" واحدة من تلك الإختيارات، بل سيواصل التنقيب عن "بياسة" مناسبة لمزاجه وتفكيره وشروطه. مثل لويس فرنانديز، المدرب العاطل عن التدريب مند سنوات، والذي أفادت مصادر انه سيزور المغرب قريبا من أجل التفاوض فقط... نعم من اجل التفاوض وليس توقيع العقد... وقد يقبل و قد يرفض المهم في قربة "الحاوي" الكثير من الثعابين، ولذغة واحدة كافية لبث روح القتال من اجل نيل مطلب مدرب فرنسي ولو كره الكارهون..
بعيدا عن الحديث عن الشوفينية الوطنية، و القول بأن المدرب الوطني مؤهل أيضا لقيادة النخبة الوطنية، ونعود بالذاكرة إلى الزاكي واللوزاني قبله وتطول اللائحة، بعيدا عن كل ذلك... أليس في العالم أجمع سوى المدرب الفرنسي، هل إختفت بقية الأجناس الاخرى أم أن الامر ضاق علينا والخرائط صغرت والجغرافيا إندثرت..
للإشارة فقط، تعيين عموتة لقيادة المحليين، هو نوع من رد "الصداع"، لأن الرأي العام كان يضعه في قائمة المرشحين لقيادة أسود الاطلس الدوليين و ليس المحليين فقط..