رأي

يوسف غريب: يا برلماني العري... لقد أسأت إلى الوطن بتغريدتك

بكل المقاييس يمكن اعتبار تغريدة ذاك المستشار البرلماني طائشة وصبيانية، حد أن يشك المرء في القدرات العقلية لصاحبها. إذ لا يعقل أن نقبل من شخص يحمل صفة ممثل الأمة باسم حزب يقود الحكومة الحالية ولا يستوعب الأبعاد الخطيرة التي يمكن أن يتولّد عن هذه التدوينة التي ركزت على ثنائية “عري الاجنبيات وسط منطقة محافظة”، وهي الثنائية التي أطرت بشكل مباشر جريمة “شمهروش” التي نحاول كمجتمع أن نخرج من صدمتها إلى الآن… نفس الثنائية التي دفعت سفارة بلجيكا إلى مراسلة الجمعية البلجيكية بعدم إرسال مجموعات جديدة إلى المغرب.
طائش وصبيانيّ من لم يستوعب هذا المجهود الذي تقوم به كل مؤسسات الدولة والهيئات السياسية والمجتمع المدني في الترويج لصورة المغرب كقطب إقليمي وعنوان للاستقرار وثقافة التسامح…
وإذا افترضنا العكس، واعتبرنا أن الأمر مفكر فيه، وهو احتمال كبير بحكم تسلسل خرجات برلمانيّ العرْي من تدوينة” الإرهاب العلماني” إلى مراسلة وزارة الداخلية في الموضوع… أو إلى ما يشبه اعتذار وبكل أسلوبه الاستعلائي… كل هذا يؤكد أن صاحب التغريدة مسؤول عن كل ما تحمله من حقد وكراهية للأجانب، وهو ما يتعارض مع منطوق الدستور المغربي، بل وطعن مباشر في أسلوب العيش المشترك الذي جلب عليها المغاربة منذ قرون.
وهنا خطورة ما وقع لأنها صادرة عن شخص تسلّل إلى مؤسساتنا التشريعية بكل هذه الأفكار الغارقة في التطرف والترويج لها. وهو بهذه الصفة تمّ تدويل القضية وتحولت إلى عناوين بارزة في مجمل المحطات الإعلامية والجرائد؛ حتى وصفنا بـ ”كابول أفريقيا”… هل نحن أمام طابور خامس بأجندات خاصة.
بعيدا عن التعميم… لكن أن يصدر هذا الموقف التطرفي عن أستاذ وبرلماني، ففي الأمر ما يدعو إلى عدم الاطمئنان على مستقبل أبنائنا بهذه النماذج… وهنا تكمن مسؤولية أجهزة الدولة في مساءلة ومتابعة كل من سولت له نفسه أن يغرد خارج وطن نريده جميعا أن يكون كما كان، وطنا آمنا مستقرا مؤمنا بالتعايش ومنفتحا على الآخر.
أما ثنائية “العري والمحافظة” فيكفي العودة إلى تاريخ فضائحكم… لتكتشف أن القناع قد سقط…
سقط القناع...
عن القناع…
عن القناع...