مجتمع وحوداث

بوعشرين يناور... يحاول إخراج شعرته من عجين الإدانة

عبد العزيز المنيعي

قديما قالوا أن الرجل الذي يرقص لا يعتد بشهادته، ولا يمكن ان يكون متوازنا، هذا حسب عرف الأسلاف الذين لم يصدروا حكم قيمة، وإنما كان تلميحا ومجازا على أشياء عديدة.
اليوم نقول أن الرجل الذي يتبع "حجره" أينما انتصب، ينصب خيمة شهواته ويبيت حتى فوق "كنبة"، أو في مكتب أو تحت أي سقف يوفر له مبتغاه. لا يمكن في مطلق الاحوال أن نعتد بآرائه وبأفكاره وبكل ما يقوله ويفعله، فهو مجنون "عضوه الذكري"، هواه في ريح الشهوة واستنزاف اللذة ولو على حساب الاخلاق و القانون.
وفي حالة حمى الشهوة، وبوجود "سنطيحة" مثل التي يتوفر عليها بوعشرين و"المناصرين" له، لا ننتظر سوى المزيد من التفاهة و السفاهة و"قلة الحيا" وزد عليها "البسالة".
مناسبة هذا القول، ليست تفاصيل محاكمة الاستئناف، أو ما يقال من طرف "دفاعه"، أو صراخ احدهم المتواصل، أو حتى جولات زوجته في بقاع العالم بحثا عن السياحة الحقوقية. بل المناسبة ما بادر إليه بوعشرين بمعاونة سدنة "مذبحه" الذي يصلي فيه صلاة الإتجار بالبشر. وذلك عبر تعميم وثيقة قيل انها تضمنت طلبا لبوعشرين بالعفو الملكي، ذلك التعميم وتلك الترهات المسربة من الوثيقة التي لا علاقة لها بما هو متعارف عليه لدى طلب العفو من ملك البلاد. لا تحيل إلا على اختلاط الحابل بالنابل لدى عشيرة بوعشرين، وطلبهم التوقيع عليها من طرف شخصيات مغربية، معظمها رفض التورط في حكاية مشبوهة ووثيقة مريبة، وبعضهم وقع لأنه وقع أي سقط مند زمن.
الحكاية لا تحتاج إلى حكي، بل تحتاج إلى تنكيت، وإلى مراجعة نفسية وعقلية المتهم المدان إبتدائيا ب 12 سنة سجنا، يلزمه خبرة حقيقية هو ومن معه، لأن الضحك على الذقون بهذه الطريقة لا يمكن أن يسمى ذكاء ولا دهاء بل خبثا ومرضا ومراوغة للحقائق.
الوثيقة التي أراد بوعشرين وأتباعه إيهام الرأي العام انها طلب العفو، أبقته في برج عال كما لو كان يستحق العفو لبراءته وليس لأنه إعتراف بجرائمه، بوعشرين يريد أن يضرب كل العصافير بكومة طين واحدة وليس بحجر واحد، يريد العفو والخروج من السجن ويريد أن يتحول إلى زعيم يشار إليه بالبنان، وربما ما يحتاج إليه هو "البنان" الحقيقي أي الموز.
باختصار مفيد وشديد، وثيقة بوعشرين هي عبارة عن مرافعة تدفع بالبراءة، وتطلب من السدة العالية بالله العفو بناء على ذلك. وطلب توقيعها هو حشد الشهود عليها، كما لو كان يريد تسجيل لحظته الفاسدة في التاريخ، وهذا الاخير لا يسجل سوى اللحظات التي اختمرت في الفعل الإنساني وليس الفعل الحيواني.
من جهة اخرى كشفت مصادر إعلامية، أن بوعشرين تقدم بطلب العفو الملكي كأي مدان أخر، وهنا مربط الفرس، بوعشرين وزوجته وشلة الأصدقاء و"رباعة الطبالة والغياطة" والمنتفعين من ملفه هنا و هناك. يريدون للرأي العام أن يفهم أن بوعشرين نال العفو إن ناله طبعا، لأنه دفع بالبراءة، والوثيقة المسربة خير شاهد على ذلك بل حتى "التوقيعات" القليلة التي ذيلتها تشهد له بذلك. في حين أن الحقيقة غير ذلك وهو امر لا يخفى على الرأي العام، الذي تعب من مناورات هذا الشخص الذي في كل مرة يطلع "بفدلكة" جديدة، مرة يتمسح بحائط الامم المتحدة وأخرى يلجأ إلى حصن حقوق الإنسان ومرات عديدة يقع طريح الفراش مدعيا الوعكة الصحية.
اليوم لا مناص ولا بد من الحقيقة كاملة، إما أن يقول انه مذنب ويطلب عفو ملك البلاد، وهو ما فعله في طلبه الأصلي، أو أن يماطل ويحاول إيهام الناس بانه برئ مما إقترف حجره، وهو ما فعله من خلال تسريب وثيقة لا يخفى على أحد انها من صنع لحظات اليأس في إخراج هذه الشعرة من عجين الإدانة..