تحليل

لقجع يعمم الكارثة... يريد تفريق دم الفشل على قبائل كرة القدم

عبد العزيز المنيعي

لم نسمع من قبل أن دعا رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، الاندية الوطنية للتشاور حول مصير المنتخب في التصفيات، ولم يستشرها في تعيين المدرب وطاقمه المكلف لخزينة الدولة، كما انه لم يستشرها في التعاقد مع طباخ خاص للأذواق الرفيعة وهل يرافق المنتخب أم لا.
فوزي لقجع الذي يحاول تعميم الكارثة، وتفريق دم الفشل على قبائل كرة القدم، لم يسبق له أن دعا الاندية للحديث عن قرارته قبل إتخادها، كان يضرب بعصاه ويخرج بما لذ وطاب له من قرارات مصيرية بالنسبة للأندية والمنتخبات الوطنية. هكذا دون سابق إنذار، يقرر وينفد ويوصي ويبعد ويقصي و يقرب ويحتضن ويتعاقد وينظم ما شاء له منصبه وما مكنه منه.
بعد أيام من الصمت المريب، والقرارات الطائشة بتعليق خيبة الكان على مسمار المكلفة بالتواصل بالجامعة، وإعفاء الكونونيل إدريس لكحل. في محاولة لاحتواء الخيبة الكبيرة والصدمة المهولة التي لا زال يعيشها المغاربة وهو يتابعون نهائيات امم إفريقيا بمصر. أعلن فوزي لقجع عن إجتماع "قمة"، ودعا الاحد رؤساء أندية الدوري الاحترافي والثاني والهواة، ومدربي كافة الفرق وجمعيات اللاعبين القدامى، لاجتماع موسع في 22 من الشهر الحالي بمركز المعمورة.
لأول مرة ربما سيجتمع لقجع ببعض الناس يعرفها كأسماء فقط، خاصة عندما تتم دعوة لاعبين قدامى ومدربين ممارسين، وكان جدير به أن يجتمع بهم قبل الخيبة وليس بعدها، وأن يستمع إلى المشورة والنصح أفضل من الإستماع إلى كلمات التعازي في هذا الفقدان الجلل الذي تجلى في وفاة حلم نيل كأس إفريقيا للمرة الثانية، بل حتى تحقيق إنجاز يعذر بعده، مثل الوصول إلى النهائي بدل الإقصاء في دور الثمن على يد منتخب البنين الذي اعتبر هزيمة المنتخب المغربي إنجازا في تاريخه.
لقجع وإمعانا في تقدير إجتماع "القمة"، إختار مركز المعمورة، الذي شهد أخر تحضيرات الأسود قبل السفر إلى مصر، كما لو كان يرسل رسالة إلى المدعوين باختيار مكان الذكرى لتفقد اخر ما تبقى من امل.
بعض التقارير الإعلامية، تناقلت أن إجتماع "القمة" هذا، يخصص لمناقشة واقع كرة القدم المغربية، ورهاناتها المستقبلية، وانطلاقة الدوري المقبل.
طبعا مثل هذا الكلام ضيق جدا، لن يليق بحجم الكارثة، فهي اكبر من أن تحتويها كسوة لقجع المرتجلة والتي خاطتها انامل المراوغة خارج ملاعب كرة القدم. لأن الحديث عن مستقبل كرة القدم المغربية يبدأ بتحمل المسؤولية، ووضع الأصبع على وجه من كان السبب في دموع ذلك الطفل في مدرجات ملعب السلام بالقاهرة، ودموع تلك الصحافية وهي تلتقط اخر صور الاسود وهم يبكون خيبتهم.
التقارير نفسها، أفادت أن الاجتماع سيناقش، نعم سيناقش... أسباب إخفاق المنتخب الوطني، وتوقف الحلم المغربي في دور الثمن، لكنه لن يناقش سبب السهرة الاخيرة التي اتت على الاخضر واليابس والتي قيل والله أعلم أن احد ملاهي القاهرة إحتضنها وشهدت ما شهدته، ولن نتحدث عمن دفع الفاتورة في الأخير. لأن الحقيقة أن من دفع فاتورة كل شيء هو جيب المغاربة قاطبة وليس ميزانية الجامعة او "بزطام" سي لقجع.
مسألة أخيرة، وملاحظة ختامية، حول ما وصلنا من نقاش متوقع في إجتماع "القمة"، ان جدول اعماله تضمن نقطة ستناقش، وهي تقييم تطور الكرة الإفريقية، وهذه واحدة من محاولات المراوغة التي كانت تنجح فيما سبق، أن تعلق فشلك على مهارة الاخرين وتطورهم وعنصر المفاجأة وأن تقول أن منتخب البنين اليوم ليس هو نفسه امس، وانه صار يجيد كرة القدم. لكن الحقيقة هي اننا نحن من تراجعنا، وولينا امر كرتنا من لا يفقه سوى المراوغات المكتبية والقرارات الرعناء والتشبث بالكرسي... وإلتقاط الصور المخلدة له ول "إنجازاته"..