سياسة واقتصاد

العثماني و الجماعة... اجوبة فضفاضة ولجوء إلى لغة الخشب

كفى بريس

خلال حواره مع قناة "فرانس 24" الفرنسية، اجاب رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة و التنمية، سعد الدين العثماني عن العديد من الأسئلة، منها ما كان القصد منها واضحا، ومنها ما التبس على الجميع من خلال اعتماده اجوبة فضفاضة، وإحتمائه بلغة الخشب.
العثماني كان مناورا بارعا، امام أسئلة القناة الفرنسية، عندما طرحت مسألة الاحتجاجات وإتهام حكومته "لجماعة العدل و الإحسان" بتأجيجها. وقال أن بلاغ الحكومة جاء "في قضية معينة"، وهو ما ينفي إتهامه المباشر للجماعة بالمساهمة في تأجيج مظاهر الإحتجاج لدى فئات من المواطنين. وإستطرد العثماني ليزيد من "وسوعية القشابة"، قائلا إن "العالم فيه من التوتر ما يكفي للتأثير على المغرب".
وزاد العثماني إمعانا في الهروب، بالتأكيد على أن "ما شهدته هذه الحكومة من احتجاجات أقل مما شهده المغرب في فترات سابقة.. كانت هناك قطاعات متوقفة بالاضافة إلى احتاجات تدوم أسابيع".
وتابع رئيس الحكومة جريه نحو إبعاد التهمة عن الجماعة، عندما قال "هي ظاهرة عادية في إطار السياق الجهوي والعالمي، ونعتبر هذه الاحتجاجات صرخة مواطنين من واجبنا أن ننصت لها ولن تضيع".
الصحافي المحاور للعثماني، يبدو أنه تنبه إلى فراره المستمر من تحميل المسؤولية للجماعة، لذلك كان سؤاله مباشرا، عن إمكانية التحالف مع "العدل والإحسان". طبعا العثماني بدبلوماسيته المصباحية، جزم بالقول "خطنا السياسي واضح ننطلق من الثوابث الوطنية.. ومن دورنا أن نشجع على المشاركة والحوار والتشاور وربط الجسور مع الجميع ، لدينا تحالف مع التقدم والاشتراكية وليس لدينا عقدة نقص في ذلك".
من يقول الشيء فهو يعاني منه، ومن ينفي أن تكون لحزبه عقدة نقص تجاه التحالف مع حزب الكتاب، فهو يعنيها بكل تأكيد. ناهيك عن انه فتح الباب امام تلبية الشرط إن أرادت "الجماعة" التحالف.
ولا احد يجهل مدى الصلة الوثيقة بين "الجماعة"، وحركة التوحيد والإصلاح الدراع الدعوي لحزب المصباح. لا احد يجهل المحطات "الأخوية" التي يمران منها عن طريق تبادل الزيارات و"التوادد" و"التراحم" وربما حتى "التشاور".
لا احد يجهل ان يد الحركة في يد الجماعة في كثير من المواقف وكثير من المحطات، اخرها خرجة الحركة دفاعا عن الجماعة، والتنديد ببلاغ الحكومة الذي إتهم "العدل و الإحسان" بتأجيج الإحتجاجات. تلك كانت لحظة "مساندة ودعم" لا يمكن أن يتجاوزها التاريخ السياسي دون أن يدونها على انها تحالف مبطن لقوى تختار التوجهات نفسها والمقاصد والغايات مع اختلاف الشكل والصيغ التي تصرف بها..