فن وإعلام

الدورة التاسعة لمهرجان ماطا تحتفي بتقاليد الفروسية الشعبية

كفى بريس

انطلقت الجمعة بقرية زنيد، جماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان ماطا الدولي للفروسية المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس.

ويشارك في المهرجان، الذي يحتفي بالفروسية الشعبية للقبائل الجبلية، فرق خيالة تمثل مختلف القرى الجبلية العروسية ومن بعض المناطق المجاورة، إلى جانب وفد يمثل الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، حيث تسلم عمداء الفرق المشاركة الدمية العروس “ماطا”، على أن تنطلق المنافسات السبت.

وأبرز مدير المهرجان، نبيل بركة، في كلمة خلال حفل الافتتاح الذي تميز بحضور عامل الإقليم العالمين بوعصام وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، أن التظاهرة، التي وصلت دورتها التاسعة، صارت بمثابة عرس ثقافي للتراث الشعبي والتراث اللامادي للمنطقة، تستقطب اهتمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية، مبرزا أنهت تروم “الحفاظ على الإرث الحضاري الضارب في القدم والمساهمة في بناء الهوية المحلية، التي يعد الخيل والفارس من أهم مقوماتها”.

وأضاف أن “المهرجان ليس حلبة سباق تقام كل سنة، بل هو رياضة تجمع بين الارتباط الروحي والمادي، بجذوره المتأصلة النابعة من مقام القطب الروحي مولاي عبد السلام بنمشيش”، موضحا أن هذه التظاهرة تسعى إلى “العناية بتراث القبائل الجبلية، كما تعد مناسبة لإنعاش الدورة الاقتصادية عبر تسويق المنتجات المجالية المحلية ومنتجات الصناعة التقليدية”.

وبعد أن أشار إلى أن المهرجان يعد جسرا للتواصل بين سكان الإقليم وباقي المناطق الأخرى، شدد على أن الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، المنظمة للمهرجان بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونسكو، “تعمل بكل ما توفر لها من وسائل وإمكانيات للحفاظ على هذا الإرث الإنساني الخاص بأبناء المنطق لفائدة الأجيال الصاعدة وترسيخ لقيم المواطنة والهوية المغربية”.

وتم بمناسبة انطلاق المهرجان، المنظم تحت شعار “الإرث الثقافي والموروث العالمي”، افتتاح معرض للمنتجات المجالية والصناعة التقليدية بمشاركة تعاونيات وجمعيات مهنية قادمة من مختلف جهات المملكة، إلى جانب تنظيم عدد من العروض الموسيقية التراثية لفرق الغيطة الجبلية وفرقة الحصادة.

وتروم هذه الدورة تأكيد الالتزام بالحفاظ على موروث الفروسية بجهة شمال المغرب وترسيخ حضوره وإشعاعه، حيث يعتبر تراث ماطا، الذي ينتشر في محيط جبل العلم، مرقد الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، لعبة فريدة تتطلب الشجاعة والدقة والمرونة والذكاء بالإضافة إلى السلاسة والبراعة الكبيرة في امتطاء الفرس، حيث يتوحد فيها الفرس بالفارس في تناغم تام للاحتفاء بثقافة عريقة.

وتحرص قبائل بني عروس على هذه التقاليد، كما تحرص على تطبيق قواعد اللعبة بدقة عالية، إذ يتم إجراؤها بعد حصاد حقول القمح، بينما تواكب الفتيات والنساء هذه العملية بترديد أهازيج محلية وزغاريد شهيرة على وقع الطبول وزفير المزامير، فيصنعن من القصب والأقمشة دمية يتنافس على الفوز بها فرسان قبائل جبالة، وهي المنطقة المعروفة بفن ركوب الخيل وتربيتها وتدريبها.

ويركب الفرسان المشاركون في لعبة ماطا الجياد دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات، ويفوز بالسباق من يظفر بالدمية ماطا قبل الآخرين، ليكافأ بالزواج من أجمل فتاة في القبيلة، وفق التقاليد الشفاهية المتوارثة.

وفضلا عن المسابقة التراثية ماطا، يضم برنامج المهرجان أنشطة متنوعة على مدى 3 أيام، ستمكن الضيوف والزوار المغاربة والأجانب من السفر عبر التاريخ بفضل مسابقة “ماطا” واستكشاف معارض المنتجات المجالية وحرف الصناعة التقليدية المغربية.

وفي أماسي المهرجان، ستقام سلسلة من السهرات في فن السماع الصوفي والفلكلور الموسيقي المحلي والوطني، بالإضافة إلى فقرات تنشيطية أخرى كحملة تحسيسية بأهمية احترام البيئة، وألعاب للأطفال.

وقد استقطبت نسخة السنة الماضية من المهرجان حضور أزيد من 200 ألف شخص، كما اجتذبت منافسة ماطا أكثر من 150 فارس من قبائل مختلفة، إلى جانب فسح المجال أمام 45 جمعية مهنية وتعاونية لعرض منتجاتها المجالي.