قضايا

الاسود على صفيح الخلاف... كم يبدو الكأس بعيدا

سعد كمال

على بعد أيام من نهائيات أمم إفريقيا بمصر، يقف المنتخب الوطني على صفيح الخلافات الساخن، ويظهر بمستوى أقل ما يمكن أن يوصف به انه مستوى هزيل وباهت وكارثي.

قبل قليل من زوال الخميس، غادر عبد الرزاق حمد الله معسكر الأسود، وعلق أحد الزملاء في الصحافة الرياضية على الخبر بقوله "لم يكن الامر بهذا البرود أبدا"، ويقصد هنا مغادرة المعسكر ليست بهذه السهولة ولا بهذه الطريقة ولا حجة للمغادر في ذلك إلا ان طلب منه ذلك..

التكهنات تفيد أن حمد الله غادر من اجل الفحوص الطبية، ونتمنى أن يكون الامر كذلك، ليس لأن المنتخب يتوقف عطاؤه على لاعب واحد، لكن من غير اللائق أن تطفو خلافات تدفع احد عناصر النخبة الوطنية إلى المغادرة غضبا أو إحتجاجا. ليس من اللائق امام رهان كبير مثل نهائيات كأس إفريقيا، أن يعيش المنتخب الوطني صراعات داخلية قد تعصف بمشاركته وتدخلها في خانة الحضور الباهت مرة اخرى.

في طرف المعادلة التي يصعب حلها إلا بإعطاء صورة مشرفة لكرة القدم الوطنية، يقف رئيس الجامعة لقجع وتقف الجامعة برمتها، وهنا لا مكان للمتفرج بالبدلة، بل مكان من يصلح ويعيد القطار إلى سكته إن إستطاع، وإن لم يستطع فعليه التخلي عن كل شيء و التنحي جانبا من اجل ترك المكان لمن يقوى على مواجهة مثل هذه النكسات الداخلية التي تبدأ صغيرة  وتتحول إلى فضائح كبيرة وتنتهي بهزائم و إقصاء في الدور الاول لا قدر الله.

الرأي العام الوطني، لا ينتظر لاعبا يغضب ويعتبر نفسه فوق الجميع ولا يمكن المساس به أو إنتقاده، كما أن الرأي العام لا ينتظر رئيس جامعة لا هم له سوى تلميع صورته وإخفاء الجروح "باللصقات" الطبية السريعة الزوال والقليلة المفعول. الرأي العام الوطني يريد لاعبا يحارب من اجل مكانته في الأسود، ويتلقى النقد ويقف على قدميه ويمضي قدما ويتشبث بالقميص و العلم.

الرأي العام الوطني يريد رئيسا لا يصرف الملايين من اجل إخفاء عثراته وزلاته، يريد رئيس جامعة يستطيع أن يصنع اللحظة المجيدة بخبرة ودراية وغيرة ووضوح.