قضايا

حارس على دفة الاحتياط

المصطفى كنيت

لم تنجب الفرق الوطنية، بما فيها تلك التي خاضت، بضراوة، منافسات الكؤوس الإفريقية، و بلغ اثنان منها النهاية، و كانا قاب قوسين أو أدنى من الظفر بالكأس، لو لا ظلم الحكام و سوء الطالع، و لا باقي الفرق التي جعلت التنافس من أجل التتويج باللقب أو النجاة من السقوط  على صفيح ساخن، خلال 30 دورة، بالتمام و الكمال، سوى حارسا، سيجلس على دفة الاحتياط، في بطولة أمم إفريقيا.

و عجز حتى بعض اللاعبين في البطولة الوطنية (سابقا)، الذين حضوا بثقة المدرب هيرفي رونار في مونديال روسيا، عن ضمان مكانهم في صفوف المنتخب المتوجه إلى مصر، و نقدم هنا نموذج أيوب العكبي، الذي تم الرمي به في البطولة الصينية، باسم الاحتراف، مقابل مليار سنتيم، أو أقل أو أكثر، لتغذية رصيد صندوق فريق النهضة البركانية، الذي يرأسه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

و من حق الرأي العام، و الحالة هذه، أن يتساءل عن جدوى ما تصرفه الدولة المغربية لتوفير بنية رياضية من ملاعب قادرة على استضافة كأس العالم، و عن  جدوى الملايير التي تنفق سنويا من أجل تطوير اللعبة، و تأهيل الفرق، كما تقول جامعة لقجع، إذا ما كان لاعبو فرقنا، التي كشفت عن علو كعبها في المنافسات الإفريقية، عاجزون عن إقناع المدرب، بحمل قميص المنتخب الوطني لكرة القدم.

من حق الرأي العام أن يتساءل، أيضا، عن جدوى وجود  بطولة تسمى " احترافية"، يشتد فيه الصراع عن الصعود و النزول، و يستعر فيها تبادل الاتهامات ب " التلاعب" و " الانحياز"، و يخرج  فيها غضب الجمهور على السيطرة، و يتحول الى  شغب و تخريب و اعتقالات و محاكمات وسجون و حوادث سير و قتلى و جرحى ونحيب و ندب،  مع كل ما يكلف ذلك ميزانية الدولة التي يديرها لقجع نفسه من خسائر.

و مع ذلك، هناك من يصر، بتعصب، عن الحديث على انجازات، لقجع، الذي ضمن لنفسه مقعدا وثيرا في " الكاف" جنبا لجنب مع أحمد أحمد.

فما الفائدة إذا من الحديث عن "مجهودات" لقجع لتطوير كرة لم تقنع حتى مدرب المنتخب، بجدوى اختيار لاعبين من بطولة محلية لم تتح للاعبي الفرق الوطنية، الذي ألفوا الأجواء الإفريقية، مع كل ما يكتنفها من ملابسات، فرصة المشاركة في "العرس" الإفريقي؟

 و ما الغاية من صرف الملايير على لعبة لم تسعف الجماهير على رؤية أبناء الخضراء والحمراء والجيش والفتح وبركان وطنجة وتطوان وأكادير و وجدة و وادي زم والعيونّ، يصنعون مجد المغرب الكروي على ضفاف النيل.

يكفنا فخرا والحالة هذه أبناء جاليتنا في الخارج، ولا حاجة بنا إلى جامعة  لقجع و من معه من "برلمانيي" المكتب المديري، ألغى المجلس الدستوري، مؤخرا، انتخاب أحدهم ( محليا و جهويا و وطنيا) ومنعه من الترشح لولايتين كاملتين، وسيحاكم جنائيا على ما اقترفت يداه من جنح وجرائم.