قضايا

قرار "الكاف"..إنصاف للوداد أم إبقاء لامتياز الفوز بالكأس للترجي؟

سعد كمال

غلبت  الروح السياسية لـ "الكاف" على الروح الرياضية، فأصدرت قرارا في مجزرة ملعب " رادس" بإعادة مباراة إياب نهائي عصبة أبطال إفريقيا بين نادي الترجي التونسي و الوداد البيضاوي، في جنوب إفريقيا، مع احتساب نتيجة مقابلة الذهاب، التي عرفت انحيازا سافرا لحكم المباراة، الذي منح الترجي امتياز التعادل، خارج الأرض. 

و لست أدري الدوافع التي تقف وراء احتساب نتيجة مباراة الذهاب، رغم أن "الكاف" عاقبت الحكم بالإيقاف 6 أشهر، زجرا له عما أقترفه من أخطاء أثرت في نتيجة مباراة ملعب الأمير مولاي عبد الله، برفض هدف مشروع و ضربة جزاء، اعتمادا على " الفار".

احتساب نتيجة مقابلة الذهاب مجحف للقلعة الحمراء، لأنه لم يمتثل  لروح القانون، الذي  هو الكفيل بسد منافذ الفساد وتجفيف منابعه، أما إرجاع الكأس و الميداليات،  فلا يكفي بل مجرد محاولة لإظهار صرامة زائفة ...

هذا القرار، لا ينبغي أن يُصبح الشجرة، التي تخفي الغابة، و لا يستحق التهليل والتطبيل والتزمير، وإطلاق المدفعية أو "السلوقية" لنصف "انتصار" مجحف في حق القلعة الحمراء، وكل ذلك بهدف طي صفحة، حفاظا على المصالح الصغرى التي راكمها البعض داخل "الكاف"، ويريد اليوم أن يقويها بموقف مهادن حد الخذلان.

قرار "الكاف" لا ينبغي أن يكون نهاية قصة، وليس عنوانا جديدا لمرحلة جديدة في "الكاف" بل مجرد محاولة للالتفاف على "مجزرة" في حق اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وفي حق التنافس الشريف، و تساوي الحظوظ.

لذلك، فحين تطالب جماهير الوداد، بعد صدور القرار، باللجوء إلى "الطاس"، و تعلن عن رفضها لإعادة المباراة مع احتساب نتيجة الذهاب، و تتشبث بضرورة لعب مباراة فاصلة، تمنح الكأس لمن يحقق الفوز في 90 دقيقة أو بالضربات الترجيحية، فإنها على حق، لأن قرار "الكاف" يبدو أنه أنصف الوداد، ظاهريا، لكنه حافظ للترجي على امتياز الفوز بالكأس.