قضايا

صورة لقجع، ومائدة الناصيري، و محزرة "رادس"...

المصطفى كنيت

على نحو مقرف، هلّل "حواريو" رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لصورة يظهر فيها لقجع يتقدم للسلام على الرئيس الفرنسي، ماكرون، بمناسبة استقباله  للمشاركين في كونغريس "الفيفا".

غير أن الذين روجوا للصورة، سعوا إلى إيهام القراء، أن ماكرون استقبل لقجع فعلا على انفراد، رغم أنه، في الحقيقة، وقف في صف طويل، ينتظر دوره لمصافحة الرئيس.
لا أحد يعلم كيف تم تسريب الصورة بسرعة البرق، و كيف جادت قريحة، مواقع و صحفيين، يتقربون إلى  لقجع زلفا، يغدق عليهم، من أموال دافعي الضرائب، بعقود الإشهار، الذي لا تظهر له أثار، إلا من خلال تلميع صورة رئيس، جاء إلى الجامعة على ظهر "تراكتور"، ( جادت) بعناوين من قبيل: " الرئيس الفرنسي يستقبل فوزي لقجع بقصر الإليزيه"، من دون أن تكشف لنا، عن المناسبة، التي تجعل رئيس دولة عظمى، يستقبل رئيس جامعة لكرة القدم.
و من حسن الطالع أن هؤلاء، لم يزيدوا في العلم، فيكتبوا عن المباحثات، التي جرت بين ماكرون ولقجع، من خلال بضع كلمات تبادلاها، في إطار المجاملة، و اكتفوا بهذا القدر من إهانة القراء، وتضليل الرأي العام، من دون أي احترام لأخلاقيات مهنة الصحافة، وإلا لكانوا أعلنوا إدانة ماكرون لـ "مجزرة رادس"، في حق الوداد البيضاوي، الذي قادها حظها العاثر إلى الوقوع بين يدي، رئيس جاء محمولا على ظهر "جرار" أيضا إلى القلعة الحمراء، ولم يجد، ربما، بدوره سبيلا للسلام على ماكرون، خاصة وأنه يستهلك في وجبة فطور واحدة، كما أظهر شريط فيديو، خلال رمضان الكريم الذي ودعناه، ما يكفي لإطعام كل موظفي قصر الإليزيه".
ولا شك أن بعض المسؤولين في هذا البلد الآمن، لا يستطيعون إثبات دواتهم، إلا من خلال نشر صور يظهرون فيها إلى جانب رؤساء دول  أو موائد فخمة حد التخمة أو سيارات فارهة.
و منذ أن اختفى إلياس العماري من الساحة، مرغما لا بطلا، مخلفا تركة ثقيلة من الأعطاب في جسمنا الرياضي ( وباقي في بالكم)، و تنكر له حتى أولئك الذين أوصلهم، بالأمس القريب، إلى رئاسة الجامعة أو القلعة الحمراء، وفرق أخرى... أكثر هؤلاء من البحث عن أولياء نعمة جدد، يحمونهم من حر الهجير، ويضمنون له الاستمرار في الفيء بمعنييه ( الظل والغنيمة)، وما لقجع إلا واحدا منهم، فها هو اليوم يتمسح بإطار صورة ماكرون، التي لا شك أنه سيعلقها في الفيلا المعلومة بتمارة، بعد أن طلا بها المواقع والجرائد، علها تطرد عنه لعنة المحاسبة، على ما أنفقت الجامعة من أموال، لم تحقق لكرتنا أية نتيجة تُدخل الفرحة إلى قلوب المغاربة.