قضايا

على هامش مجزرة رادس...عودوا إلى رشدكم

إدريس شكري

من حقنا جميعا أن نحتج  على "سرقة" كأس عصبة الأبطال من الوداد البيضاوي، ومنحه، ظلما وعدوانا، على طبق من غضب، لنادي الترجي التونسي.

و الأكيد، أن هذا الغضب سيكون له ما بعده، خاصة بعد توالي، رفع الحُجب المستورة، عن مساوئ مقصورة "الكاف"، الذي، يبدو أنه،  يعاني من التحكّم.

ومع ذلك علينا أن نستحضر فساد الاتحادت والجامعات المحلية، الذي هو (الكاف) نتاج لها، وأن نستعيد شريط صعود فوزي لقجع إلى رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم، محمولا على أكتاف حزب سياسي.

و لسنا بحاجة إلى التذكير أن الرجاء البيضاوي، كاد يتحول إلى حلبة للصراع بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، حين دخل عبدالإله بنكيران على الخط، و أراد أن يشرف على حفل تدشين أكاديمية الرجاء، بعد أن هاجم رئيس الوداد البيضاوي، سعيد الناصيري ( البام)، معتبرا أن رئاسته للوداد تدخل في إطار التحكّم في المجال الرياضي، وهو ما "يهدد مسار الديمقراطية".

و لقد اضطر الرجاء البيضاوي إلى إصدار بلاغ يعلن فيه أنه "يرفض الزج باسم النادي في صراعات سياسية ضيقة، أو حملة انتخابية لا تمت للرياضة بصلة"، معلنا أن الفريق " جمعية رياضية منضوية تحت لواءي "الكاف" و "الفيفا""

وبالمناسبة كتب محمد يتيم ( وزير الشغل والإدماج المهني الحالي)، مقالا نشره في الموقع الرسمي للحزب، بعنوان "مباراة الوداد ومولودية وجدة: ما دخل التحكّم في شيء إلا أفسده".

وقال يتيم إن عبد الإله بنكيران لم يكن  يطلق الكلام على عواهنه، و"لم يتوجه الى الوداد الرياضي النادي الوطني العريق على عكس ما حاول البعض الإيهام به، ولا يستهدف مكوناته من لاعبين ومسيرين أو جمهوره العريض، حين تحدث عن البلطجة التي مورست في حق لاعبي الوداد وملعبهم، بل كان يحذر من خطر تدخل التحكّم في كرة القدم انطلاقا من حقيقة مجربة ألا وهي أنه: ما دخل التحكم في شيء إلا أفسده بما في ذلك كرة القدم !!"

وأشار المقال إلى أن معلومات مؤكدة كانت لدى الحزب عمن كان خلف  الطريقة التي تدخل بها من وصفهم بـ "البلطجية" في الحسم في الصراع على رئاسة الوداد، وفي وضع اليد على النادي  من خلال ترجيح كفة "الناصري"، بعد أن جرب وضع يده على النادي الحسيمي . !!

واعتبر المقال أن أوجه التحكّم تتجلى في تربع الناصري على رئاسة العصبة الاحترافية، كما سبق أن تربع البامي الآخر " فوزي لقجع" على رئاسة الجامعة الملكية بعد صراع محتدم دخلت على خطه  "الفيفا".

وبيّن صاحب المقال أن التحكّم في عالم المستديرة، ظهرت مؤشراته سواء في السباق على رئاسة الوداد وقبل ذلك في السباق على رئاسة الجامعة، ثم ظهرت  في نتائج تنصيب الناصري على رأس العصبة الاحترافية.

و لا شك أن التصريحات الأخيرة للناصيري قد تزيد من حدة الأزمة التي تمر منها كرة القدم المغربية داخل دواليب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بعد  مجزرة رادس في حق الوداد.

فقد أقر الناصيري أنه تعرض للمساومة من "الكاف" وأعضاء الاتحاد التونسي لكرة القدم، قائلا :" قال لي معظم المسؤولين بدون استثاء خليو لينا الكأس والعام الجاي ديالكم"، وهو ما يؤكد أن "الكاف" يعيش تحت وطأة التحكّم، و يمس بصورة أحمد أحمد الذي سانده المغرب، بقوة، لبلوغ رئاسة الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد أن عانينا طويلا من لا مبالاة عيسى حياتو، مع ما يسببه ذلك لأحمد من إحراج أمام "الفيفا".

و لا نجد ما نختم به أحسن مما جاء في تدوينة نشرها الزميل محمد الجرفي، الذي سرقه التعليم من الصحافة، على صفحته على "الفايسبوك" جاء فيها: "عندما يكون لديك رئيس شرعي، بمعنى أنه قادم من عالم الكرة ممارسة وفهما وتفرغا، وبانتخابات حرة تتبارى فيها مشاريع تطوير الكرة، وبموازين قوى حقيقية، وأندية تدبر من طرف فعاليات كروية حقيقية... آنذاك يمكن أن نغضب لفساد الاتحاد الافريقي.

التطهير يبدأ من الداخل وما الموسم الكروي عنا ببعيد.

عودوا إلى رشدكم".