قضايا

الجرار... و أرانب السباق ...

المصطفى كنيت

 

غيّر معارضو حكيم بنشماس، من تكتيك السباق، نحو الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة.

 وبالرغم من أن المتسابقين لا تزال تنتظرهم العديد من الدورات لبلوغ خط النهاية، فإن هناك من  يحاول الانسلال عن الكوكبة، كما في سباق الدراجات، غير عابئ بما قد يلحق العجلات أو الفرامل من أعطاب، ولا آبه بعشرات الأميال المتبقية، مع ما يتخللها من مرتفعات ومنحدرات ومنعرجات، قد تعرض عضلاته للإنهاك، فيضطر للتوقف أو الانسحاب قبل خط الوصول.

الذين خبروا السياسة يعرفون جيدا، أن "حساب الكاشوش ما تيخرجش"، و أن طالب الولاية لا يولى، والطامع في الزعامة، قد لا يتوفر على الشروط الموضوعية لحسم "المعركة" لصالحه.

و مع ذلك،  ينبغي الاعتراف أن المتنافسين على الصعود إلى قمة هرم "البام"، لا يتحدثون بلغة ا اليقين، بل بلغة يقين الشك، لأنهم يعرفون جيدا أن الحزب، حتى في حالة انتزاع امتياز عقد مؤتمر "استثنائي"، كما في جولات كرة المضرب، فإن الفوز يقتضي أن يربحوا  أيضا كرة المبارة، و أن يلعبوا باقي الجولات، وأن "الباميين" قد يضطرون، في نهاية المطاف، إلى تصفية كل من كان جزء من المشكلة، لأنه يستحيل أن يكون طرفا في الحل.

فنادرا، ليس في السياسة وحدها، ولكن أيضا في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة ما أسعف الحظ، أرنب سباق، في تحقيق الفوز على الذين اختاروه للقيام بهذه المهمة، فسيكون عليه الانسحاب في منتصف المضمار، ليواصل باقية المتسابقين التنافس، منتظرين سماع صوت جرس الدورة الأخيرة ليدخلوا مرحلة السرعة النهائية.

فعندما أصدر الأمناء العامون السابقون لحزب الأصالة والمعاصرة "نداءهم "، فقد كانوا يعرفون، هم الذين غادروا الأمانة العامة واحد واحدا، في زمن قياسي، أن الحزب بحاجة إلى من يقوده، خارج منطق الخصام وتصفية الحسابات والإذلال  والضغائن، التي تراكمت في النفوس. ففي قلب كل واحد من قيادييه قليل من الغل أو كثير من الحقد، وهي الآن ( القلوب)، "ليس على بعضيها" كما يقول أشقاؤنا المصريون، وبحاجة إلى أن تُغسل بالماء والثلج والبرد، كي تتظهر من الذبوب، قبل أن يسيروا إلى مؤتمر، لا أحد يعلم تاريخه، على قلب رجل واحد.

إن ما يحصل الآن في "البام"، من تدافع، هو فقط محاولات، لاحتلال أحسن الممرات، على مضمار التنافس، مع ما يصاحب ذلك من احتكاك، قد يجعل، من يُرشح اليوم نفسه لقيادة الحزب، يسقط قبل خط الوصول...