قضايا

الوردة التي ذبلت بين يديه... لشكر يريد العودة في الزمن الميت ويراهن على طبخة رديئة

عبد العزيز المنيعي

في الوقت الذي تتعثر فيه لغة الحقيقة، امام جمود حزب وازن مثل الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نجد دائما من يحمل ملعقة صغيرة يحاول أن يجمع بها كمية كبيرة من الثوم والتهامها بأفواه آخرين.

هذا الشخص ليس سوى الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، و لم تكن تلك الملعقة سوى لقاء تواصلي تم تنظيمه من اجل  تمكين سي إدريس من الكلام و التصريح و التلميح إلى إشراك قيادات في الاحتفال بالذكرى 60 لتأسيس الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية. وهو نوع من الدخول في رهان الامتار الاخيرة، قبيل الرحيل الإلزامي والضروري حتى يستعيد الحزب  قوته، ويخرج من حالة التيه "المنفعي" الذي رمى بمبادئ الاتحاد الاشتراكي من نافذة المصالح الذاتية، وطرد القوات الشعبية من الباب نفسه الذي دخل منه ريح سموم بث الوهن و المرض والانهيار في اوصال حزب الوردة.

لشكر وكعادته التي لا تنتهي و لا تتعظ بعبر اليوميات، وخواتم الأمور وطلب حسنها، خرج مرة اخرى في محاولة لذر بعض من رماده الخاص في عيون الرأي العام والإدعاء بأن الحزب كان في سبات استعدادا لقفزة "تاريخية مشهودة" إحتفالا بالذكرى 60 لتأسيسه.

 طبعا لشكر اعتبرها "محطة تاريخية هامة"، وهي كذلك بالفعل، هامة وأساسية لكن ليس لتعزيز "أواصر الوحدة والمصالحة بين مختلف مكونات الإتحاد" كما ورد على لسان لشكر الذي يحاول "سرط" الحزب وما تبقى من امل في بطنه القادرة على احتواء تفاعلات المطبخ السياسي حتى ولو كانت الطبخة رديئة. بل من اجل إعلان القطيعة مع مرحلة فاصلة بين ماض مجيد ومستقبل يجب أن يكون متألقا، تلك المرحلة الفاصلة هي مرحلة لشكر، ولن ينفع معها الطمأنة والبوليميك أو إقحام لأسماء وزعامات وقيادات سابقة، ابتعدت خوفا من النباح أولا ومن أفواه كشرت عن انيابها امام كل يد تمتد لتحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه.

لشكر الذي لا يجد حرجا في التربيت على كتف الوزير بنعبد القادر، بعد أن منح إبنه منصبا مريحا ووثيرا في ديوانه، يفعل ذلك في عز الازمة، بمعنى أن الذيل لا يمكنه أن يستقيم، وهو كما قال المغاربة من "الخيمة خرج مايل". وخيمة لشكر التي نصبت وسط مبنى الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جمعت "الناموس" قبل أن تجمع الفراشات لتتحلق حول ورود الحزب التي أينعت فقطفتها أياد لا تعرف الاستنشاق فقط الاكل و لا شيء غير الاكل..

ملحوظة لها علاقة بما سبق:

هرولة إدريس لشكر لوضع القليل من "البومادا الصفرا" على جراح الإتحاد الاشتراكي، ليست صحوة ضمير مناضل أراد إعادة التألق لحزبه، أو رغبة في إخراج الورد من الظل حتى لا تموت، أو حتى رغبة في إعادة الإعتبار للحزب... كل تلك التكهنات لا علاقة لها بنية لشكر، الذي حركته آلة الانتخابات ورهانات صناديق الإقتراع ومقاعد البرلمان ومكاتب الوزارة وغيرها من المنافع التي لا تأتي دون نجاح الحزب في الإنتخابات... لكن السؤال، هل ينجح لشكر بعد خيبات متتالية وإخفاقات أوصلت الحزب إلى عدم الحصول حتى على فريق في البرلمان... والسؤال الاهم و الأولى متى يسحب لشكر غيمته من فوق سماء الإتحاد الإشتراكي..