مجتمع وحوداث

من يحاول صبغ المغرب الاخضر بالأصفر... "سوناكوس" توقع عقودا تمييزية بين الثابث و المتحول؟

إدريس شكري

طرح التعامل التمييزي لشركة "سوناكوس"، ( الشركة الوطنية لتسويق البذور Société nationale de commercialisation des semences   ) مع عدد من الفلاحين المكترين وقبول بعقود ثابثة و أخرى إختيارية. أسئلة عديدة على رأسها السؤال الأهم، من يريد تحويل مخطط المغرب الاخضر إلى أصفر؟

وتعود تفاصيل الحكاية التمييزية التي بتكرتها شركة "سناكوس"، إلى بداية الموسم الفلاحي الحالي 2018/2019، عندما تم إبلاغ  مكثري البذور بعزم الشركة تخفيض المساحة المخصصة لإكثار البذور التي تدخل في إطار الزراعات الكبرى، وذلك إلى 80 في المائة.

بعض عقود "سوناكوس" وقعت مع المكثرين، وبقيت في خانة "عقد إختياري" ( Contrat Optionnel)، وهو ما يبقي للشركة حق الإختيار ،حسب بنود العقد، بين قبول المحصول أو رفضه.

المشهد إلى حدود هذه التفاعلات الاولى عادي جدا، لكن الدراما ستنقلب بعد اكتشاف الميز والتفضيل الذي تعاملت به "سوناكوس"، وهو الذي أجج السؤال و الحيرة و الإحتجاج أيضا.

فقد عمدت الشركة إلى توقيع عقود بصيغتين إن صح التعبير، صيغة دائمة و أخرى اختيارية، بمعنى أن هناك من وقع عقدا تقضي بنوده بقبول المحصول بشكل دائم ودون الدخول في دوامة الإختيار والرفض أو القبول.

في حين بقية العقود أبقت على الصيغة الإختيارية التي دفعت الموقعين على تلك العقود، إلى طرح اكثر من علامة إستفهام، وإستغراب، حول معايير "سوناكوس" لتعتمد هذه الطريقة التفضيلية و التمييزية بين المكثرين.

ما هو الفرق الذي جعل مكثرين ينعمون بإجبارية إقتناء الشركة لمحصولهم، في حين عقود أخرى تبقي مكترين أخرين "حاصلين" في مسألة الرفض أو القبول... وهو ما تجسد بالفعل، فمع بداية عملية الحصاد، اتصل المسؤولون المحليون للشركة، بالموقعين على هذا العقد، يخبروهم بأن شركة سوناكوس لن تقبل محاصيلهم الزراعية... ويأتي هذا القرار  على الرغم من حالة الجفاف التي ضربت هذا الموسم، والحقيقة أنه ليس الجفاف وحده من ضرب الموسم، بل حتى مثل هذا السلوك التمييزي و التفضيلي غير المبرر لشركة "سوناكوس"، ضرب موسم الموقعين على عقود لم يشملها رضى الثبوت..

بمثل هذا السلوك التعاقدي التمييزي، تكون "سوناكوس" قد حملت قلما ملونا أصفرا وباشرت بصبغ مخطط المغرب الاخضر، إلى لون قاحل مثل عقود الثابت و المتحول..