محمد بهضوض: دردشة رمضانية (8/30)

التاريخ (2/3)
***
التراث

التراث هي الأرض التي يقف عليها التاريخ. ويفيد، عموما، كل ما ورثناه عن أجدادنا من أفكار أو أشياء مادية وغير مادية، مازالت قائمة بيننا ونستفيد منها، بشكل أو آخر.

وفق ذلك، قسمت منظمة اليونسكو سنة 1972، هذا التراث إلى 3 أقسام: التراث المادي (الآثار والمنقولات)، والتراث غير المادي (المعتقدات والتقاليد والآداب والفنون ..)، والتراث الطبيعي (البيئة والمشاهد الطبيعية).

بهذا المعنى، يمكن القول إن الوعي بأشكال التراث مر بمرحلتين تاريخيتين: الأولى، هي التي كان فيها البشر يعيشون ثراهم ولم يكونوا في حاجة للتفكير فيه، والثانية هي التي برزت فيها هذه الحاجة لديهم.

وهو ما حدث خلال العصر الحديث، حينما تأسست الدولة/الأمة، وبرزت الحاجة لتأسيس الوطن والهوية و"النحن" إزاء "الآخر". ما كان وراء الاهتمام بالتراث (الآثار، المواقع التاريخية، المتاحف، المخطوطات...).

تعزز هذا، بداية من النصف الثاني القرن 20: على المستوى الوطني، بظهور السياسات الثقافية (ومنها سياسات التراث)؛ وعلى المستوى الدولي، بظهور منظمة اليونسكو وعدد من المؤسسات الدولية، المهتمة بالموضوع.

ما أدى إلى نتائج إيجابية، تجلت: أولا، في الحفاظ على جانب كبير من التراث، الوطني والعالمي. وثانيا، في رفع الوعي بأهمية ذلك سواء في الحفاظ على الهوية أو في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

لكن يواجه التراث تحديات عدة مثل: تضخم مجاله (كل الماضي أضحى تراثا)، واستعماله "كرأسمال رمزي" يسعى البعض لاحتكاره (صراع الأصوليات)، وتحوله الى سلع تجارية للاستهلاك (السياحة، المتاحف.. ).

السؤال هنا هو: ما التراث اليوم، في ضوء كل هذه التحديات؟