فن وإعلام

تلفزة رمضان... "الطنز" البين على ذقون المغاربة و"الشحمة تضاف لظهر المعلوف"

عبد العزيز المنيعي

قدر المشاهد المغربي أن يبقى حبيس الأسئلة الازلية:

لماذا كل هذا الإشهار

هل هذه الكاميرا الخفية

لماذا هذا السيتكوم حامض

لماذا هذا البرانامج تافه

قدر المشاهد المغربي أن يهاجر كل رمضان و غيره، إلى أرض التلفزيونات العربية و العالمية الواسعة، وأن ينال نصيبه من الإحترام و التقدير والفرجة الحقيقية. وقدره أيضا أن يكون قنطرة تمر فوقها ملايين الأعمال "الكوميدية" و "الدرامية"، وبرامج "الكاميرا الخفية"، لتستقر في رصيد أحدهم.

الحقيقة أن مثل هذا المشهد الذي يتكرر كل سنة، بكل تفاصيله التالية، الرداءة في قنواتنا العمومية، والنقد في المنابر الإعلامية و مواقع التوصل الإجتماعي، وغيرها من وسائط التواصل.

ورغم ذلك سنجد السنة المقبلة من يمارس علينا الإستبلاد، ويبث الرداءة في قلب منازلنا، ويمضي في الاخير وقد امتلأ "بزطامه" بالملايين.

المشكل بكل بساطة ليس في هذا الذي يضحك علينا ضحكة ويمضي، بل الذي يواصل الضحك علينا طيلة الوقت، ويغير الوجوه و الأسماء و يلعب بخيوط المال العام يفصل فيه كما يشاء..

المشكل ليس في البحث عن إجابات حول الجدوى و الإبداعية و الضمير في المشهد الفني، المشكل هو طرح السؤال الحقيقي من ذلك الذي يختبئ خلف مكتبه العريض ويقرر أن يبهدل صيامنا ويهين فرجتنا ويستبلد عقولنا.

هذا هو المشكل الحقيقي، وتلك هي الأسئلة التي يجب طرحها، من قبيل كيف لمخرج واحد موظف و إطار في "وزارة"، ويحصل على ثلاثة مشاريع تبث يوميا في رمضان، وكل مشروع 30 حلقة. كما ورد في تدوينة الفنان أحمد جواد..

أي عبقرية هذه التي إنجلى بها علينا هذا المخرج الناذر والنذرة هنا من كونه كشف عن وجهه وأراد أن يغتني بسرعة، لأنه يحترمنا نعم يحترمنا فهو لا يريد العودة مرة أخرى، يريد ربحة كبيرة جدا ينتهي بعدها ويتقاعد عن تصويرالرداءة، بعد أن يتنتهي من تصوير خبزه وحلواه وكل مشتهياته.

المشكل الحقيقي أن المشاهد المغربي يخطئ عندما يصدق أن قنواته ستحترمه هذا الموسم، وتقدم له طبقا يراعي نباهته وبراعته ويحسن إليه في أيام الصيام، ويعتق رقبته من نار "البسالة" و التفاهة و"قلة العفة".

المشاهد المغربي وحده من يتحمل المسؤولية، لأنه يثق في أن الكاميرا الخفية مثلا، ستعوضه عن مصائب السنة الماضية، وستمنحه عملا يستحق المتابعة أولا ويستحق أن يسمى كاميرا خفية ثانيا.

المشاهد المغربي، هو من يتحمل مسؤولية ثقته الزائدة في قنوات لن تحترمه أبدا، فعليه بالهجرة الطوعية إلى قنوات عباد الله الرحبة و الشاسعة.

المشاهد المغربي عليه أن يعرف أن الإنتاج الفني في رمضان و غيره، هو مجرد همزة يحاول الكل النيل منها والفوز بنصيب وربما بأكثر من نصيب، فهناك من "باضت له في القفز"، ونال نصيب الجميع..

حتى لا نظلم الكل، نقول أن الدراما نوعا ما أنقدت الموسم الرمضاني..