رأي

خالد الخضري: العيطة تصدح بقواعدها وأعرافها في الجديدة

بمناسبة تأسيسها نظمت جمعية "جيل العيطة للثقافة والتراث الأصيل بالجديدة" عشية يوم الجمعة 19 أبريل 2019 المنصرم أمسية وسهرة فنيتين بمسرح الحي البرتغالي، قدمت خلالها مجموعة "جيل العيطة " التي أنشأتها نفس الجمعية أربع عيوط حصباوية: (حاجتي في گريني)، (كبة الخيل على الخيل) ( الواد الواد) ثم (الحصبة). وقبل انطلاق الحفل الموسيقي، عقدت الجمعية ندوة صحفية كان لي شرف تسييرها بحكم إدارتي الفنية للجمعية والمجموعة.. شاركني في الإجابة عن أسئلة الزملاء الصحفيين كل من الإخوة: جيلالي بوغليم رئيس الجمعية، عبد الفتاح وكلي كاتبها العام ثم عبد الحق كمالي أمين مالها. فيما يلي ملخص معظم ما راج في هذه الندوة:

 1 – انسجام، صورة وصوتا وجمهورا ذواقا

 في البداية أشير إلى أن هذه اليوم العيطوي إن شئنا التعبير، بما فيه من ندوة صحفية وموسيقى وتقديم، كان متميزا ونال تقدير واستحسان الجمهور الحاضر كما المهتمين حيث اشرأبت المجموعة التي ضمت 14 عازفا ومنشدا على الجمهور، بلباس موحد تصدره الجلباب المغربي الأبيض الموشح بطربوش أحمر وشال أرجواني داكن Grenat، منح للمجموعة تناسقا بصريا.. زاده رونقا الانسجام الجماعي في العزف والأداء والتحكم الحرفي في أدوات العمل.. حيث تجلت جهود التمارين التي دامت شهورا حضرت أغلبها، مُبديا مجموعة من الآراء الموضوعية والشكلية التي عمل بها الإخوان الفنانين بعد مناقشتها والاقتناع بها طبعا.

  ولا تفوتني المناسبة دون توجيه شكر خاص للزملاء والأصدقاء الصحفيين الذين استجابوا للدعوة فأثروا السهرة والندوة بأسئلتهم واقتراحاتهم وتوثيقتهم السمعي البصري فالمكتوب. كما تجدر الإشادة بعنصر مهم ساهم في إنجاح السهرة، ذكرته خلال تقديمي لها ألا وهو الجمهور الجديدي الذي حضرها.. حيث كان يرهف السمع والانتباه، أولا لما كنت أقدمه من شروحات كأرضية تعريفية للعيوط التي سيسمعها: اصطلاحا، فنيا، وتاريخيا.. وثانيا لاستيعاب كلماتها ودلالاتها. وهذا مكسب ليس بالهين لترويض الجمهور على الاستماع كما المشاهدة "المنتبهين" في العمل الفني - سواء كان موسيقيا أو سينمائيا - فيتجاوز دوره من مجرد متفرج مستهلك إلى مشارك فاعل ومحفز للفنان على إبداع أفضل.

2–  عطش خرافي للعيطة

تمحور مجمل أسئلة الزملاء الصحفيين حول الأهداف المستقبلية للجمعية واستشراف ورشات تكوين في فن العيطة، عزفا وأداء بالنسبة لشباب المدينة؟ كما تم التساؤل حول المشاكل التي قد تصادف أو صادفت الجمعية والمجموعة على حد سواء؟ في حين وجه الزميل محمد بوساتي مؤسس ومدير مهرجان الحلقة والفنون الشعبية، نداء لكافة الصحفيين المحليين للتعاون مع هذه الجمعية للتعريف بها وإشعاع أنشطتها من أجل تحفيزها على مزيد من الجهد والعطاء في هذا الجانب التراثي الأصيل الذي هو العيطة.

عن سؤال كيف ولدت فكرة إنشاء جمعية ومجموعة خاصتين بفن العيطة؟ أجاب الأخ جيلالي بوغليم: "إننا نحب هذا الموروث الفني الأصيل ونحس حياله بجوع أو عطش خرافي، فاجتمعنا أولا لنروي هذا العطش ثم فكرنا في ضرورة الحفاظ عليه خوفا عليه من الانقراض وحتى نعيد للعيطة هيبتها وبهاءها..."

  وعن الأهداف المتوخاة من هذا الإطار ذكرت شخصيا بعضا مما هو مسطر في قانونها الأساسي: "إحياء الثرات والموروث الموسيقي الأصيل والمحافظة عليه، والارتقاء بفن العيطة ثم تربية النشأ على الذوق الموسيقي الرفيع وتشجيعه على إبراز مواهبه في هذا الميدان..." كما أشرت إلى أن هناك أهدافا  بل وأحلاما جميلة لا نود الإفصاح  عنها حاليا، تاركين لها صلاحية الإعلان عن نفسها بنفسها حين يتم تحقيقها إن شاء الله.

  عن البداية وكيفية انبثاق الفكرة، عبر الأخ عبد الفتاح وكلي: "أننا سعينا بداية إلى خلق فضاء تواصلي لفناني دكالة لاسيما المولعين والممارسين لفن العيطة بأصولها وقواعدها المتوارثة والمتعارف عليها..  فحاولنا ولازلنا نحاول البحث عن هذه الأصول والاشتغال عليها حفظا أولا، ثم عزفا وأداء وأيضا تنقيحا مما قد يطالها من  إضافات أو تعديلات مخلة بها وبأخلاقيتها الأدبية والفنية"

في حين تحدث الأخ عبد الحق كمالي عن الصعوبات التي واجهت وتواجه الجمعية، والتي تتجسد بالخصوص في لم شمل الفنانين وتوحيد رؤاهم وأفكارهم، علما بأن معظمهم يشتغل في مجموعات وفرق غيرية وعليهم أن يضحوا ببعض أوقاتهم وانشغالاتهم الفنية هذه كما الشخصية والاجتماعية لكسب عيشهم، كي يمنحوها لهذا الكيان الحديث الولادة جمعية ومجموعة.. وهكذا وجدنا صراحة عددا من الإخوان الذين يتركون أعمالهم سواء المهنية أو الفنية ويواظبون على حضور التمارين في أوقاتها وهذا شيء يشكرون عليه".

وبأخلاق الفنانين الملتزمين، شكر أعضاء مكتب الجمعية الذين ساهموا في هذه الندوة، سائر الجهات والأفراد الذين ساندوهم في مجمل مراحل التأسيس العملي والقانوني كما في تكوين المجموعة بمن فيهم الذين انسحبوا لأسباب أو أخرى.. فالكل يستحق الثناء والتقدير. لأننا جمعيا - أعضاء مكتب ومجموعة وإدارة فنية - نسعى لهدف واحد ألا وهو: خدمة مدينة الجديدة عبر فن أصيل بقواعه وأعرافه هو بامتياز "فن العيطة".