فن وإعلام

مولاي علي الشريف دفين مراكش... ندوة علمية حول مساهمته في صياغة الهوية المغربية

كفى بريس

تنظم مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي، التي يترأسها مولاي سلامة العلوي. ندوة علمية وطنية، السبت 27 أبريل الجاري بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس باب إغلي بمراكش، بمشاركة مسؤولين، أساتذة جامعيين، باحثين ومهتمين.

وحسب بلاغ للمنظمين، يتمحور موضوع الندوة، حول مساهمة مولاي علي الشريف دفين مراكش سليل الدوحة العلوية وجد السلاطين المغاربة في صياغة معالم الهوية المغربية.

وقد تم تعيين  لجنة علمية برئاسة الدكتورة نعيمة المدني استاذة علم الاجتماع والأنثربولوجيا بجامعة القاضي عياض لتحضير هذا اللقاء العلمي، حسب ما جاء في أرضية الندوة.

ويسعى هذا الحدث العلمي الأول من نوعه وطنيا، حسب منظموه، إلى تبني مقاربة جديدة متعددة التخصصات في قراءة تاريخ المغرب  في علاقته بالهوية المغربية انطلاقا من تناول شخصية مولاي علي الشريف دفين مراكش، حيث  يكشف تاريخ الدولة العلوية الشريفة عن محطات برزت وتأكدت فيها خصوصية الهوية المغربية بجميع روافدها الأصيلة ،على يد رجالات وأعلام عظام أمثاله.

و يعتبر مولاي  علي الشريف أحد رموز الدولة العلوية الشريفة التي جمعت المغاربة و كرست لديهم بمكتسباتها معالم الهوية المغربية، بما اجتمع فيه من  مناقب دينية وروحية ورصانة سياسية، اجتماعية واقتصادية، مما حدا بنا إلى اتخاذه كنموذج يحتذى به كما هو الشأن بالنسبة لجميع سلاطين المغرب.

وتضيف الأرضية التأطيرية لهذا اللقاء العلمي، أنه في التعامل مع تاريخ المغرب ، "نجد أن الأمر لن يتعلق فحسب بالتاريخ بالمفهوم الكلاسيكي عند الزياني وغيره، باعتباره توقيع وقائع الزمن وتدوين حوادث الدهر، بل كذلك هو استقراء للتاريخ باعتباره علم يدخل في وصف طبيعة العلوم الاجتماعية لكونها علوما تاريخية عند { إبن خلدون، ماكس فيبر وغيرهم }، من هنا وجبت ضرورة الاستعانة بكافة العلوم الإنسانية من أجل قراءة هذا التاريخ للإحاطة بجوانبه الدينية والاجتماعية والسياسية،  بغرض وصل الماضي بالحاضر وكشف مساهمة الدولة العلوية بكافة رموزها في إرساء نقط ارتكاز وجودية بالنسبة للمجتمع المغربي كما هو الحال بالنسبة للهوية المغربية".

ويعتبر منظمو اللقاء أنه رغم وجود تراكم هام في الدراسات التي تناولت تاريخ الدولة المغربية، غير أنه لازالت هناك جوانب عديدة وشخصيات وازنة من هذا التاريخ تحتاج إلى مزيد من البحث والتمحيص ونخص بالذكر مولاي علي الشريف دفين مراكش.

وعن مولاي علي الشريف فقد وصفته المصادر التاريخية بصفات الصلاح، التقوى، العلم و الجهاد، وأجمعت كذلك على نسبته للأشراف العلويين السجلماسيين. وفي هذا الصدد يأتي استحضار شخصية مولاي علي الشريف دفين مراكش، في محاولة لتجديد المنهج في قراءة الإرث العلمي الذي يتوفر بشأن الدولة العلوية، من خلال رصد أهم اسهاماته في صياغة الهوية المغربية، على اعتبار أنها تساهم في تجسيد الخصوصية المغربية بصفة عامة، بشكل تندمج فيه الدولة بالثقافة  والتاريخ في نفس الآن حسب تعبير { إرنست كيلنر} ، كما أن هذه الهوية كما هي الآن بتعدد روافدها الثقافية، الدينية، السياسية وحتى المجالية ما هي إلا تراكم لمجهودات حثيثة لسلاطين وملوك المغرب ، مجهودات توجت الهوية المغربية في صورتها المثلى في عهد الملك محمد السادس، حسب أرضية الندوة.