رأي

وفاء الزمراني: ...حول جدوى وجود أحزاب سياسية

كثر النقاش مؤخرا حول جدوى وجود احزاب سياسية، وهل عندما نزيل الأحزاب ستكون الديمقراطية أفضل؟

أكيد أن هناك أزمة عميقة، أزمة مؤسسات وازمة ثقة وأصبحت الديمقراطية في محك مع قوة المال. كما أن هناك أزمة في التمثيلية وهذا في جميع أنحاء المجتمع وحتى خارج المجال السياسي...

لقد سئم المواطنون من مصادرة سلطتهم وهم على حق. فالبنسبة لهم الغرض الوحيد من السياسة هو الهيمنة  لأن شكل الحزب كما كان في القرن العشرين قد نفد، كما أن الإطار المؤسسي الذي تعمل فيه الأحزاب السياسية عفا عليه الزمن ناهيك عن غياب الديمقراطية داخل الأحزاب نفسها. حتى السياسيين يرفضون التغيير أو على الأقل القيام بنقد ذاتي.

حتى اليوم ، ركز محللو الأحزاب السياسية على دراسة أنظمة الأحزاب والأنظمة الانتخابية ونماذج الحزب لكن لم يتم بعد توسيع البحث حول العلاقة الديناميكية بين عمل الأحزاب ودور السياسيين ومدى انعكاس هذه العلاقة على المواطنين.

بدون فهم أفضل للمشاعر المناهضة للأحزاب ، وللعمل الفعلي للديمقراطية التمثيلية ، فإن أي محاولة لإيجاد حل عقلاني لعلاج هذا الاستياء تبدو مستحيلة.

يتطلب التفسير المرضي لهذه الظاهرة تحققا تجريبيا لم يتم القيام به حتى الآن. في غياب مثل هذا العمل، لسنا في وضع يسمح لنا بمعرفة (بالتحديد) ما يفكر فيه الناس عندما يعبرون عن عدم الرضا أو التنصل.

إلا أن التقنيات الحديثة وفرت طرقا حقيقية لنشر الأفكار والتفكير بشكل جماعي حول الطريقة التي يريد أن يحكم بها المواطن أويمثل بها، فما على الأحزاب إلا الإنصات والعمل بهذه الآراء لبلورة وتحديث مؤسساتها واسترجاع ثقة المواطن في العمل السياسي عموما والأحزاب الساسية على الخصوص.

الأمر ملح وفِي غاية الأهمية... وجب التصرف