مجتمع وحوداث

خبير في التحليل النفسي يكشف أسرار ظاهرة النصب بـ"السماوي"

كفى بريس: الحسن زاين

كشف الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، جواد مبروكي، أسرار النصب بـ "السماوي"، نافيا ارتباط هذه الظاهرة بالسحر.

وكتب مبروكي، أثناء قيامه ببحث في هذه الظاهرة، "وجدت العديد من الحالات المشابهة لحالة “السماوي” في العالم والتي حدثت بسبب استخدام عقار يسمى “سكوبولامين” وليس بتأثير السحر"، مضيفا " تُستخدم هذه المادة في عمليات احتيال الضحايا وتسمى أيضًا “نفخ الشيطان” أو “مخدر روبوتي” أو “مخدر زومبي”."

وأورد الخبير، أن "استخدام هذه المادة بدأ في كولومبيا عام 1870 في القضايا الجنائية وللأسف امتدت هذه الممارسة إلى بلدان أخرى. وهو عقار يعمل على تثبيط الجهاز العصبي المركزي. يتم استخدامه في الطب بجرعات صغيرة جدا ويباع في الصيدليات بأسماء تجارية. يتم استخدامه بشكل خاص في الألم التشنجي، ومرض النقل، وفي الرعاية الملطفة في نهاية الحياة".
وأبرز أن السمة الرئيسية لِـ”سكوبولامين”، هي أنه "يجعل الضحية تفقد السيطرة والإرادة وتتبع من طرف المجرم الأوامر الصادرة إليه بشكل ميكانيكي وروبوتي. ولهذا انتهى الأمر باستخدام هذا العقار في المقام الأول، للسرقة والاحتجاز والاغتصاب الجنسي".

وأمضى الخبير في شرحه، "تعاني الضحية من فقدان الذاكرة وعدم التمكن من تذكر ما حدث وهذا هو السبب في أنه دواء مثالي للجنوح، لا يمكن للضحية أبدًا تقديم تفاصيل تؤدي إلى القبض على المجرم. أحد الجوانب المقلقة للغاية هو أن لِ “سكوبولامين” العديد من الآثار الخطيرة بعد حدوث التسمم، مثل متلازمة الخرف السكوبولاميني، والذهان، وضعف الإدراك والذاكرة، واضطراب ما بعد الصدمة".

وأشار مبروكي، إلى أنه يلاحظ المسؤولين تزايد عدد حالات التسمم باستنشاق “سكوبولامين”. وفي هذه الحالات مثلا، يطلب المجرم من الضحية أن تشم عنصر يحتوي على سكوبولامين حيث يكون تأثيره وظهور جميع آثاره بسرعة. حيث في العديد من الحالات يقترب المجرم ببساطة من الضحية، بمسحوق بلوري لِ سكوبولامين (كمية لا تفوق رأس الإبرة) على ورقة أو وسيلة أخرى (قلم، مسبحة..)، وينفخ بفمه اتجاه أنف الضحية وهذا يكفي لتخديرها. كما من الممكن أن تتلقى الضحية العقار عبر الجلد بواسطة حيل كثيرة.

وخلص الخبير، إلى ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتجنب الوقوع ضحية لهذا النوع من التسمم، وفي المقام الأول، يجب رفض المشروبات أو السجائر أو الطعام أو العطر مثلا من الغرباء. ثانيا، يجب دائما مراقبة كأس المشروب في الأماكن العامة. أخيرًا، مع تجنب شراء السجائر أو منتجات الطعام في الشارع وينصح بشراء هذه الأشياء في المتاجر. كما يجب تجنب أخذ كتيبات الدعاية أو بطاقات العمل من موزع خارج الأماكن العامة لأنها ربما تحتوي على سكوبولامين والتي باستطاعتها عبور حاجز الجلد.