قضايا

خوذة بولعجول

إدريس شكري

اعتقد أن الخوذة لم تعد تكفي لحماية رأس بولعجول من السقوط، بعد أن أصبح رئيسا "دائما" للجنة الوطنية "الدائمة" للوقاية من حوادث السير، التي تفاقمت، بشكل فضيع، منذ أن "استوطن" على رأسها، من دون أي إنجاز يذكر، سوى المزيد من القتلى والجرحى، و إهدار المال العام في حملات "إشهارية"، و تواصلية لتعليم الصغار كيفية عبور الطريق، مرة في كل عام، بالرغم من أن هذه المهمة يضلع بها رجال الأمن،  والدرك، بكل إثقان، من دون حاجة لنصائح بولعجول.

و لعل الكثير من المواطنين يتساءلون عن مبرر وجود هذه اللجنة، التي يكاد يجهلها مستعلمو الدراجات والعربات، و لا تظهر إلا بشكل مناسباتي، لإنفاق ملايين الدراهم، لتعليم الأطفال كيفية قطع الطريق، بينما يلقى عشرات المواطنين مصرعهم كل يوم، في حرب الطرق.

و لا داعي لتذكير سي بولعجول بالحوادث التي خلفت العشرات من العاملات الزراعيات، في الأيام الأخيرة، من دون أن تنجح خودة رئيس اللجنة الدائمة، في وقايتهم من الموت.

الأكيد أنه لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار، لجنة أثبتت فشلها الذريع، في الحد من حوادث السير، بخودة وبدونها، إلا إذا كانت هناك رغبة في إهدار المزيد من المال العام، لتلميع صورة "لجنة" و رئيسها بالمزيد من الإنفاق، من دون أدنى رأفة بالأرواح التي تزهق في الطرقات كل يوم.