قضايا

حين تصبح "قنديلات" بنكيران مصابيح غير قابلة للاستعمال

المصطفى كنيت

لم يسلم حتى شرف نساء حزب العدالة والتنمية من ذم عبدالإله بنكيران، الذي يبدو أنه يريد أن يسرق ممّن وصفهن بـ "القنديلات" ذات يوم، كل "النور"، الذي أراد أن يشعله في "ثريات" الحزب، في حرب قذرة كان يخوضها ضد كل نساء المغرب.

غير أن "القنديلات" اليوم يجدن أنفسهن، مجرد مصابيح غير قابلة للاستعمال، بعد أن فقد بنكيران رئاسة الحكومة، والأمانة العامة للحزب، و أطلق تصريحات في شريط فيديو يفضح فيه ما يقع داخل مؤسسات الحزب ومنظماته الموازية، محليا وإقليما وجهويا و وطنيا، من فساد، وتحرش الرجال بالنساء، جنسيا، فمنهن من تلوذ بالصمت، ومنهن من تقاطع أنشطة الحزب، ومنهن من تستسلم، لإغراءات الجسد، بعد أن تهوى متعة لهو الحديث قبل أن تنخرط في لذة الفراش.

هذا ما أراد أن يقوله بنكيران بالضبط، في فهمي البسيط، فالتحرش  يقود إلى الفجور، الذي من علاماته الانحراف على شرع الله، و في هذه الحالة توجيهات الحزب، والاستهانة بمبادئه، وهذه هي الرسالة التي يريد بنكيران أن يوصلها إلى خلفه في رئاسة الحكومة والأمانة العامة للحزب، سعد الدين العثماني، أما الإرسالية التي يودّ أن يبلغها للمنخرطين في صفوف الحزب، صفا صفا، مع كل ما قد ينتج عن هذا الاصطفاف من احتكاك بين الذكور والإناث قد يكون مثيرا للغرائز الجنسية، فمفادها: هذا ما يجري في الحزب بعد أن أبعدتموني من قيادته، وهذا ما أصبح عليه من انحلال أخلاقي حزب يبني "مجده" على "الأخلاق" و "الإحسان" بعبارة أوضح عن الدين.

ولا شك أن ما يشهره بنكيران، في وجه العثماني،اليوم، كان متفشيا، في عهد بنكيران نفسه، و بصورة أكثر بشاعة، ألم يعشق الوزير حبيب الشوباني، الوزيرة سمية بنخلدون، أمام أعين بنكيران، وهي لا تزال في ذمة رجل آخر؟

لقد كان في هذه الواقعة "قدوة سيئة"، شجعت كل ذي مسؤولية حزبية على الانقضاض  على "قنديلة" ليؤثث بها قلبه، مع كل ما يمكن أن يقود إليه الهوى، لأن "الهوى غلاب" كما تقول الست أم كلثوم التي يعشقها بنكيران كثيرا.

و زاد الوضع تعقيدا، في قصة الشيخ مولاي عمر بنحماد و خليلته فاطمة النجار، اللذان ضبطا على شاطئ القمقوم بضواحي المحمدية في الصباح الباكر، داخل سيارة، و قد شرعت في مساعدته على القذف.

طبعا، نحن لا نرمي المحصنات من "القنديلات" بالقذف في شرفهن، كما يفعل بنكيران، متناسيا الآية الكريمة التي تقول :" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" ( صدق الله العظيم).

و لا أظن أن بنكيران قادر على توفير أربعة شهود، ولن يجد في صفه، والحالة هذه، سوى حامي الدين وماء العينين، التي قد تحتاج إلى "قنديلة" لتكتمل شهاداتها، لأن الله سبحانه وتعالي جعل شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد.