قضايا

خفايا صور بنكيران في جامع الفنا... هزة أرضية وهمية على مقياس الشعبية (صورة)

عبد العزيز المنيعي

قد يكون سي عبد الإله بنكيران يمارس البهلوانيات، وقد يكون صاحب "قشابة واسعة كثر من القياس"، وقد يكون من بين اكبر مهرجي السياسة الذين أنجبتهم الأرض.

لكنه يعرف أين يضع قدميه، ومتى يخرجهما للتمشي في جامع الفنا في مراكش، او لم لا في ساحة لهديم بمكناس، وربما حتى في ساحة باب بوجلود بفاس وربما حتى في سوق شعبي من اسواق البوادي المغربية. لكنه يعرف لماذا ومتى، يعرف جيدا ان خرجاته الكلامية محسوبة، وأن جولاته "السياحية" أيضا محسوبة.

الحساب له وليس لغيره، هو من يزن خطواته لا غيره، هو من يقرر متى و أين وكيف ولماذا ومع من، هو من يختار ما ينشر وكيف.

لذلك ليس مثل ما قيل أنها خرجة اخرى من خرجاته، بل هي خرجة جديدة، فيها رسائل وفيها ميزان لقياس مدى شعبيته، في عز الغضب والإحتجاجات في الرباط، الناس يلتقطون معه الصور.

سي بنكيران حتما يقول انه بلغ من الشعبية مبلغا لا يمكن أن يقاس إلا بالفوز بإنتخابات 2021 وما بعدها أيضا، وهذا ما صرح به قبل جولته "السياحية" في ساحة جامع الفنا.

لكن الحقيقة التي لا يعرفها سي بنكيران، ان المغاربة يلتقطون الصور في جامع الفنا، مع الحلايقية أيضا، بل مع ر الأفاعي بثعابينهم، وأيضا "شطاحي القرودة". المغاربة في جامع الفنا وغيره من اماكن المغرب الفسيح، عشاق الصور و السيلفيات وكل ما له علاقة بتوثيق لحظة "نزاهة".

لذلك إن كان سي بنكيران يرسل لنا رسالة مفادها انه قادر على العودة إلى الساحة السياسية و الفوز بالإنتخابات كما قال وصرح وحسم في الامر. فعلينا ان ننبهه إلى أن الامر ليس كما يظن، ألامر أكبر من صورة في جامع الفنا، وأكبر من صورة سيدة بسيطة كادت أن تبكي وهي تلتقط صورة معه، تبكي لأنها تظن أن بإمكانه أن يساعدها وليس بكاء الخشوع.

الفتاة الشقراء والرجل مع زوجته والخضار و بائع الفواكه وصاحب "كروسة" الاكل، كلهم حجوا لأخد صورة مع من صنع الاخبار طيلة أيام، مثلما فعلوا مع النجم الهندي أميتاب باتشان، الذي خرج في جولة مراكشية دون حراسة ظنا منه أنه غير معروف في المغرب، لكنه فوجئ بسيل من المغاربة يتحلقون حوله حتى أصيب بالهلع وكاد يبكي حبا وتأثرا طبعا.

 لكن كن على يقين يا سي بنكيران، لو أن النجم الهندي أميتاب باتشان، ترأس الحكومة لخمس سنوات وإنهال على قدرتهم الشرائية، وحاز تقاعدا سمينا، وفي الاخير ينهي موسمه السياسي بخزعبلات مصورة، كن على يقين أنهم سيلتقطون معه الصور لكنهم لن يصوتوا له.

إنهم في جامع الفنا يلتقطون الصور مع الكل، صاحب الكوتشي له نصيب من صور توثق لحظة نزاهة مغربية في مراكش..