رأي

نجاة بلهادي بوعبدلاوي: تعب_هي_الحياة

إلى صاحبي الذي أخبرني اليوم أني خذلته، وأني لم أعد أجيد الكتابة، أعتذرجداً لأني كتبت، أتمنى ألا تقرأ حتى لا تصدم في أحرفي أكثر...
صاحبي أعلم أنك سوف تقرأ رغما عني، وأنكَ ستأسف على حالِ أحرفي، لكن لا بأس، أعترف أنك  كنت على حق، وأنت دائما على حق، بأني لم أعد أكتب ولا أجيد ذلك حتى لغتي مصابة بتعب السنين، تكاد تنهشني نهشا وأنا أقاوم وأبتسم...
أنا يا صاحبي محطمة منكسرة .. في كل مرة يسألني أحد متى ستكتبين، أصدقك القول صاحبي لا زلت أقاوم تلك الرغبة بعد كل وهن يصيبني وكل إرهاق ووجع، ألا أكتب فكان ذلك هو الخيار الأصعب في الحياة، وقد مضى علي الزمن طويلا منذ أن كتبت، يا صاحبي أتعلم أني كنت دائما أكتب وأنا أعلم أنك على حق وكنت أحلم أني سأكتب في وطني، لكن هذه الأمنية لا أظن أنها سوف تتحقق...
يا صاحبي كل يوم يحملني الحنين مرارا وتكرارا إلى هناك، إلى الشغف بالكتابة، إلى الوطن ..إلى قراءة الأحرف نفسها دون ملل، وببريقٍ في عنيي لا يمكن أن يذبل للحظة حتى وإن كان حزن العالم أجمع بين يداي، كنت دائما أعيد قراءة ما أكتب مئات المرات في وكلّ قراءة أشعر بالدهشة لأني كتبت، لأني قاومت كسر العالم وكتبت، وها أنا الآن أقاوم كسرك واكتب..
يا صاحبي لقد اختفى ذاك البريق من عيناي دون الكتابةِ..لكن أحدا  لم يلاحظ ذلك، وبقيت أقاوم كلّ شيء حتى لا يختفي، لكن صدقني فأنا أعلم أنه انجلى، كنت دائماً مع ذكرِ التدوين يتراقص قلبي، ويطيب كل جرح، لكن الأمر صار يبكيني ويحزنني، ويحطم كل شيء بداخلي، ولازلت أمارسه بطغيان دون أن ألتفت لأي شيء..
كلّ شيء يا صاحبي بصبح ملهما حين تقرر ألا تكتب، كل حزن يتحول إلى حروف ترتص بجانب بعضها حين يكون التوقف عن الكتابةِ خيارك، حينما تشعر انك مجبر على ذلك لكن أحدا  ما لم يجبرك، وكأن الزمان قد اغتصب الصبر مني وبقيت لا أطيق صمتا ولا حرفا، تعب طويل يا صاحبي قد حلّ بي....
#إلى_الغريب_الذي_لم_يكن_يوما_صاحبي
#عليكَ_أن_تنسى_أحياناً_حتى_تستطيع_أن_تمضي_قدما #في_الحياة