سياسة واقتصاد

المنتدى المغربي البلجيكي: "شراكة متجددة في خدمة الكفاءات" الرباط، الجمعة 22 مارس 2019 (ورقة تأطيرية)

كفى بريس

السياق العام:

منذ سنة 1965، يعتبر المغرب من أهم الدول الشريكة للتعاون البلجيكي من أجل التنمية، و ذلك اعتبارا للعلاقة التاريخية التي تجمع بين المملكتين.وبالفعل، نشأت شراكة استراتيجية متنوعة وقوية بين عدد من الشركاء في القطاعين العام والخاص في كلا البلدين،أسفر على وضع إطار مبتكر للتعاون في شتى المجالات.

فخلال الدورة التاسعة عشرة للجنة المختلطة للتعاون بين المملكة المغربية ومملكة بلجيكا، والتي انعقدت في التاسع عشر من مايو 2016 بالرباط، تمت المصادقة على أول برنامج للتعاون المغربي البلجيكي في مجال الهجرة، والذي يهدف بالخصوص الى تعزيز استراتيجية المغرب ورؤيته المنفتحة في تنفيذ سياسة وطنية للهجرة واللجوء التي تم إطلاقها سنة 2013.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الوكالة البلجيكية للتعاون ENABELبإدراج بعد وقضايا الهجرة في مجالات نشاطاتها بالمغرب، وذلك على غرار قطاعات أخرى مثل الفلاحة والصحة والماء الصالح للشرب والصرف الصحي والطاقة والتكوين المهني والهندسة.......

إن إدراج الهجرة ضمن أولويات برامج التعاون بين البلدين،لخير دليل على عزم واستعداد البلدين لمعالجة قضايا الهجرة على أسس القيم المشتركة والاحترام الكامل لحقوق الإنسان.

برنامج تعاون غني ومتنوع في مجال الهجرة:

يتضمن البرنامج المغربي البلجيكي لدعم تدبير الهجرة خلال الفترة ما بين 2016 و2020، الذي يتم تنفيذه بشراكة مع وكالة التنمية البلجيكية"ENABEL"، مشروعين هامين:

  1. مشروع دعم الإستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج  "Maghrib Belgium Impulse"، الذي يتم تنفيذه بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) يروم تعبئة الكفاءات المغربية ببلجيكا للمساهمة في تنمية بلدهم الأصلي، وذلك من خلال تحقيق النتائج التالية:

-         التعبئة و المراكبة الفردية للمغاربة المقيمين ببلجيكا من أجل خلق وتطوير مشاريعهم بالمغرب عبر:

  • المواكبة الفردية لحاملي المشاريع ببلجيكا والمغرب؛
  • توفير خدمات التوجيه والتدريب للمقاولين (mentoring /coaching) بعد إحداث مقاولاتهم بالمغرب.

-         توفير بيئة اقتصادية مواتية ببلجيكا، من خلال:

  • قيام المؤسسات البلجيكية المكلفة بدعم العمل المقاولاتي والعلاقات الاقتصادية بين المغرب وبلجيكا بتأمين اندماج أفضل للأنشطة المحدثة من طرف المغاربة المقيمين ببلجيكا؛
  • الترويج للنماذج والتجارب الناجحة للمغاربة المقيمين ببلجيكا في عالم المقاولة والاستثمار.

 

  1. مشروع دعم الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء"AMUDDU"، الذي يتم تنفيذه بشراكة مع مؤسسة التعاون الوطني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (ANAPEC) يهدف إلى المساهمة في دمج المهاجرين وتدبير تدفقات الهجرة بشكل أفضل عبر تحقيق النتائج التالية:

-         ضمان ولوج المهاجرين واللاجئين بشكل أفضل إلى برامج التوجيه والتكوين المهني ؛

-         تحسين ولوج المهاجرين واللاجئين إلى سوق الشغل وبرامج التشغيل الذاتي؛

-         تعزيز تنسيق وأداء العمل المشترك الذي تضطلع به الهياكل العاملة في مجال الادماج الاقتصادي للمهاجرين.

الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا مثال يقتدى به في المشاركة البناءة والدينامية الفعالة

تقدر الجالية المغربية في بلجيكا، بحوالي 700.000 شخص، حيث تساهم بشكل فعال في تعزيز التنوع الثقافي ونشر قيم التسامح والعيش المشترك في بلد الإقامة. وغالباً ما يتم النموذج البلجيكي كواحد من النماذج التي يقتدى بها فيما يخص برامج اندماج المهاجرين داخل النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي للبلد. وتتميز الجالية المغربية في بلجيكا بديناميتها ومشاركتها القوية في تنمية بلد الاستقبال وارتباطها الوثيق بالوطن الأم.

وفي إطار هذه الدينامية، أبدت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة في السنوات الأخيرة إرادة قوية تتمثل في تعبئة كفاءاتها بالخارج، وذلك باعتبارها فاعلا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد الأم ورافعة لتشجيع الاستثمار ونقل الخبرات والمعرفة،مساهمة بذلك في مختلف المشاريع التنموية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. و يبرز دور الوزارة في حث الجالية المقيمة بالخارج التي تزخر بطاقات بشرية هائلة للمشاركة بفعالية في ورش التنمية والحداثة الذي انخرط فيه المغرب بحزم خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق،تبنى المغرب استراتيجية وطنية مندمجة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، تتمحور حول ثلاثة ركائز استراتيجية وهي :أ)الحفاظ على هوية مغاربة العالم، ب) وحماية حقوقهم وضمان مصالحهم،ج) وتعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم الأم.هذه الركائز الإستراتيجية تنقسم بدورها إلى العديد من البرامج والإجراءات التي تهدف إلى تشجيع الاستثمار وتعبئة الكفاءات.

الكفاءات المغربية: رافعة للتنمية

يعد تشجيع الاستثمار وخلق المقاولات لدى مغاربة العالم من بين البرامج الرئيسية الاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين في الخارج. كما أن الكفاءات المغربية بالخارج تعتبر من بين المصادر الأساسية للاستثمار بالمغرب.  ومن أجل دعم هذه الاستثمارات، تم اتخاذ العديد من الإجراءات، أهمها :

-           إنشاء الجهة 13 التي تعد جهة افتراضية مخصصة للمقاولين من مغاربة العالم، وذلك بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب(MeM by CGEM).  تعد هذه الجهة الافتراضية أرضية لرجال الأعمال المغاربة في العالم من أجل تعزيز التبادل مع نظرائهم بالمغرب. وتروم هذه المنصة تحقيق عدة أهداف أهمها:

-         تشجيع رجال الأعمال المغاربة المقيمين في الخارج على الاستثمار في بلدهم الأصلي، وكذا تسهيل تعزيز وتطوير المبادلات الاقتصادية بين المملكة و الخارج ؛

-         تمكين المغاربة المقيمين في الخارج من التواصل مع مختلف الجهات الاقتصادية الفاعلة على المستوى الوطني؛

-         تسهيل اندماج المغاربة المقيمين في الخارج في النسيج الاقتصادي المغربي، بهدف تشجيعهم على العمل المقاولاتي بالمغرب،

-         تحديد أفضل للفرص الاستثمارية بالمغرب؛

-           إحداث العديد من شبكات الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، وذلك حسب مجال الخبرة والتخصص (موضوعاتية و/أو جغرافية؛ وحسب البلد والجهة أيضا) فعلى المستوى الجغرافي تم إحداث شبكات للكفاءات بكل من ألمانيا، والولايات المتحدة، وكندا، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا...إلخ، كما تم إحداث شبكات موضوعاتية، ويتعلق الأمر بشبكات المحامون، والأطباء، وخبراء مجال الطيران...؛

-          تعزيز صندوق دعم استثمارات مغاربة العالم (Fonds MDM Invest) الذي يديره صندوق الضمان المركزي، ويتمثل دور هذا الصندوق في التمويل المشترك مع البنوك لمشاريع إنشاء أو توسيع الشركات التي يتم تذبيرها مباشرة من قبل مغاربة العالم بالمغرب. وذلك في إطار دعم خطة تسريع تنمية القطاع الصناعي بالمغرب، حيث تم جعل قطاع الصناعة من بين المجالات ذات الأولوية في خطة الصندوق.

المغاربة المقيمون بالخارج، مثال للتنوع الثقافي والعيش المشترك:

يساهم المغاربة المقيمون بالخارج بثقافتهم وبقيم العيش المشترك والتسامح، وفي هذا الإطار وضعت الوزارة برنامجالمواكبتهم يرتكز على تعزيز الثقافة والتاريخ، خاصة ما يتعلق بالأجيال الجديدة الصاعدة الحاملة للهوية الوطنية و الحفاظ على القيم الوطنية.

تنظيم المنتدى المغربي البلجيكي :

اقتناعا منها بضرورة الرفع من مساهمة الكفاءات المغربية في بلجيكا في مختلف مشاريع التنمية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة يوم الجمعة 22 مارس 2019 بالرباط،المنتدى المغربي البلجيكي حول موضوع: " شراكة مبتكرة في خدمة الكفاءات".

يهدف هذا المنتدى إلى فتح النقاش مع جميع الشركاء، المغاربة و البلجيكيين،حول سبل ووسائل تعزيز تعبئة الكفاءات المغربية في بلجيكا للمشاركة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للبلدين.

ويسعى هذا المنتدى إلى  تحقيق الأهداف التالية:

-         تقوية الروابط بين المغاربة المقيمين بالخارج وبلدهم الاصلي؛

-         تثمين فرص الاستثمار المنتج بين بالمغرب وبلجيكا؛

-         تقوية التقارب بين المقاولات المغربية والبلجيكية والنسيج الاقتصادي بالبلدين، وذلك من أجل خلق التناسق بين المشاريع المبتكرة؛

-         الاستفادة من المعرفة وخبرة الكفاءات المغربية -البلجيكية في مختلف المجالات : العلمية والثقافية والاقتصادية ...؛

-         تسليط الضوء على دور المهاجرين في نشر الثقافة المغربية في الخارج،
-         الحفاظ على الهوية المغربية للأجيال الصاعدة الشابة من المغاربة المقيمين في بلجيكا.

المشاركون :

-         الكفاءات المغربية ببلجيكا؛

-         القطاعات الحكومية المغربية والبلجيكية؛

-         ممثلي التمثيليات الدبلوماسية بالمملكة المغربية؛

-         المنظمات ووكالات التعاون الدولي؛

-         ممثلي الهيئات والقطاعات الحكومية المغربية؛

-         الباحثين والخبراء في مجال الهجرة بالبلدين؛

-         ممثلي وفعاليات المجموعات المهنية والاقتصادية.