فن وإعلام

شعراء "أصوات معاصرة" يجمعون جمهور آيت اورير تحت خيمة الشعر

كفى بريس

ظلت الزجالة والفنانة فاطمة بصور، بلباسها المغربي التقليدي، تسبك فقرات "أصوات معاصرة" بحسها الشعري الممسرح، ماسكة خيوط انتباه الجمهور الذي حج بكثافة ليلة افتتاح فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض الجهوي للكتاب والنشر، في دورته العاشرة بأيت اورير. افتتاح دار الشعر بمراكش لفعاليات المعرض، بفقرة "أصوات معاصرة"، شكل حدثا ثقافيا التئم من خلاله جمهور الشعر، الذي حج بكثافة، ضمن سلسلة الأماسي الشعرية والتي تنفتح من خلالها الدار على باقي مدن وجهات المملكة. هذه الفقرة التي شهدت مشاركة الشعراء: نعيمة فنو، إلهام زويريق ومحمد منير ، فيما سهر الفنان وعازف العود صلاح الدين عراض، على المصاحبة الموسيقية.

وشكل لقاء "أصوات معاصرة، والذي نظم تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال، وبتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال-قطاع الثقافة جهة مراكش أسفي، بمدينة ايت أورير، ليلة الخميس 14 مارس بساحة حديقة المقاوم محمد بن حمو آيت سعيد، محطة أخرى ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش لمزيد من الانفتاح على الفضاءات العمومية المفتوحة، كما يشكل نافذة على منجز أصوات شعرية من راهن الشعر المغربي، أمست اليوم، تفتح آفاقا جديدة للقصيدة وتجاربها.

وقرأت الشاعرة نعيمة فنو، أحد الأصوات الشعرية الجديدة اللافتة اليوم، والتي تعتبر القصيدة روحها الثانية وتمزج لغة التشكيل بلغة الشعر، نصوصها الشذرية القصيرة، والتي تقبض بحس بصري على تفاصيل ومفارقات حيوات، تسكننا جميعا.

العِناق :

"أن تخْترق جَسده/ها كرصَاصةِ حرير ، لتخرج من ظَهره/ها شرنقة ...

وتعود من جديد لفوهةِ مسدسكَ الكاتم للموت...

***

لا  تتذمّر  من  حذائك  البلاستيكي

قد  تكون  النّاجي  الوحيد  من  الصَّعقة.

***

كلّما  كَسرتُ  بيضة  وجدتُ  فخّا!!

لم  أَقصِد  الصُّرَاخ،

كانت إحدى أفكاري عارية.."

 

وشارك الشاعر محمد منير، أحد الفاعلين والناشطين الثقافيين بآيت اورير، هذه التجربة الإبداعية التي تنشغل بحضور الشعر في الحقل الثقافي، في أمسية "أصوات معاصرة". واقتسم مع الحضور بعضا من قصائده، التي تمتح من الوجع الإنساني.

"خانني أبريلَ مرتين ..

الأولى حين سلم نبضي للبحر/ واكتفى بالصمت ../ و فالثانية إلا فرح/ غير توقيت الميلاد/ وكفنَّ حلوى طفلتي بالسواد ./ لم يكن طيبا بما يكفي/ بل خبيثا ../ يجر الربيع لحذفه/ وكل أخضرٍ للبوار ./ أبريل الذي أعني/ مبتدأه بهتانٌ ../ منتهاه نارٌ/ تحرق الحرف والبستان .."

وساهمت الشاعرة إلهام زويريق، الشاعرة "الحالمة التي تعلق بوحها على مشجب القصيدة" وصاحبة ديوان "جسدي ريح عابرة"، في ليلة الشعر بأيت أورير، وحلقت في مثن نصوصها، فاسحة المجال لذاتها كي تتبوأ "مسكن الشعر".

جسد ريح عابرة:

عندما يأتي المساء

يسمو عاليا

يدثرني نخلة سامقة

في محراب الصمت الحزين

تتصفح عيناي مدى

يحمل مرارته على هيكل عار

تصدأ بالجراح.."

ظلت الشاعرة والفنان فاطمة بصور، تصبغ لمستها الخاصة على لقاء تحول لخيمة مفتوحة أمام جمهور الشعر، بطريقتها الفنية وأدائها الفرجوي والزجلي، وعلى تقاسيم عزف منفرد للفنان صلاح الدين غراض.