رأي

عبد الإله حمدوشي: لماذا جمعية لكتاب السيناريو ؟

المتتبع للسينما المغربية والنقاشات التي تدور حولها، سواء خلال المهرجان الوطني أو في كل المناسبات .سيلاحظ أن هناك اجماعا تاما على أن السينما المغربية نقطة ضعفها الكبرى تتجلى في السيناريو.

وعندما نتحدث عن السيناريو نقصد موضوع الفيلم والقصة التي يحكيها والشخصيات التي تؤديها والحوارات التي تجري بينها. ثم ان ملايين الدراهم التي تخصص لأي فيلم سينمائي تمنح أساسا على السيناريو الذي سيتحول لاحقا الى فيلم .

 هذا لا يعني أبدا التنقيص أو تجاهل المكونات الأخرى من انتاج وإخراج وتمثيل الخ، لكن الملاحظ هو أن هذه القطاعات كلها تقريبا مهيكلة ومنظمة وأصحابها لهم بطاقتهم المهنية وجمعياتهم ولهم كلمتهم في القرارات السينمائية التي تتخذ الا كاتب السيناريو، فهو عمليا مجرد شبح أو ظل للمخرج، بل غير معترف به تماما ويعتبر شيئا زائدا أو حتى متطفلا على الميدان.

هذا الوضع الشاذ والمعقد هو الذي جعل السينما المغربية تعاني من الإعاقة والتقصير وحرمها من العمق والبعد الفكري والأدبي وجعلها تائهة متعددة الاتجاهات والرؤوس وكأنها أخطبوط يتخبط.

لقد حرص المهتمون بالقطاع على تكوين التقنيين فأتقنوا، وعلى فسح المجال للمنتجين والمخرجين حتى صاروا ربما أكثر عددا حتى من الممثلين. ولكن أهملوا تكوين كتاب السيناريو، الآن لا أحد يريد أن يكون كاتب سيناريو ... الجميع يريد أن يكون مخرجا أو منتجا. بل حتى بعض كتاب السيناريو المتميزين تحولوا الى الإخراج نظرا لعدم وجود مستقبل لكاتب السيناريو، سواء على المستوى المادي أو المعنوي..

لكل هذه الاعتبارات فكرنا في تأسيس جمعية لكتاب السيناريو من أجل رد الاعتبار لهذا التخصص ومن أجل ألا يهاجر كاتب السيناريو الى الإخراج والإنتاج أو يهجر الميدان كليا. نريد في هذه الجمعية أن نستقطب الأدباء والمفكرين والحكواتيين وأن نجذر السينما في ثقافتها المغربية الغنية تاريخيا وثقافيا وفنيا وحضاريا ولكن مع الأسف فقيرة لحد الآن سينمائيا..

*نص تدوينة نشرها الروائي والسيناريست المغربي حمدوشي على حسابه بالفايسبوك