امرأة

الثامن من مارس... أسبابه وتاريخ الفكرة التي باتت ركنا من أركان العالم الحديث

كفى بريس: (وكالات)

الإحتفال باليوم العالمي للمرأة، صار تقليدا حضاريا وسنة حميدة راكمت خلالها البشرية كل انواع النضالات من أجل المساواة والحق في العيش الكريم للمرأة و الرجل على حد سواء.

لكن كثيرون وكثيرات يجهلون سبب تخصيص تاريخ الثامن من مارس لهذا الإحتفال، لأجل ذلك أفردت صحيفة "لوموند" الفرنسية، مقالا مسهبا حول الفكرة وتاريخها و أسباب نزولها.

وقالت الصحيفة أن الأصل في الإحتفال يعود إلى ما قبل الإعلان الرسمي للأمم المتحدة بوقت طويل، وأن حدثه المرجعي واختيار تاريخ 8 مارس لا يزال موضوع جدال بين المؤرخين.

واوضحت الصحيفة، أن أول ظهور لهذه الفكرة يعود إلى بداية القرن العشرين، مع أول إرهاصات تكون حركة حقوق المرأة، وذلك في عام 1909، التي تميزت بتعبئة الانتخابات في المملكة المتحدة منذ عام 1903، ثم برزت مظاهرة وطنية في الولايات المتحدة، قادها الحزب الاشتراكي الأمريكي يوم الأحد الأخير من شهر فبراير كل عام، من أجدل التوقف عند وضعية المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر المقال أنه في عام 1910، صوت المؤتمر الدولي للنساء الاشتراكيات، المكون من نحو 100 امرأة من سبعة عشر دولة في كوبنهاغن بالدنمارك، بالإجماع على اقتراح يؤيد الحاجة إلى "يوم المرأة العالمي".

وقالت الصحيفة أن هذا المؤتمر سيكون أول من دعا إلى حركة متعددة بجميع الدول، تدافع عن حقوق المساواة بين المرأة والرجل.

وعن تاريخ 8 مارس، وإختياره للغحتفال بالمرأة، فقد كان، منذ عام 1955 ولأكثر من ثلاثين عاما، موضوع أسطورة، نقلت على نطاق واسع في وسائل الإعلام، من قبل العديد من المؤرخين الأمريكيين أو حتى في الوثائق الرسمية للأمم المتحدة. وتقول صحيفة "فرانس نوفيل" في 26 فبراير 1955: "يعود تاريخ هذا اليوم إلى 8 مارس 1857، عندما قامت عاملات النسيج في نيويورك للمرة الأولى، بأولى المظاهرات للتنديد بالحيف الذي يطالهن".

لكن حتى بالنسبة لهذه الرواية التاريخية، فإنه لا توجد وثيقة واحدة تعزز هذا الطرح، كما أن الصحافية والمؤرخة الألمانية كلارا زفيتن، التي كانت ممن شاركوا في مؤتمر كوبنهاغن، لم تذكر قصة المظاهرة العمالية النسائية في نيويورك.

وأمام هذا اللبس التاريخي، لا يزال الأصل التاريخي في 8 مارس موضع تكهنات، لكن هناك فرضية ظهرت: في 8 مارس 1917  تاريخ إضراب العمال في سان بترسبرج (الذي كانت تسمى آنذاك بتروغراد)، والذي سيكون أحد الأحداث المحفزة للثورة البلشفية الروسية.

وحسب "لوموند" شكل تأريخ أصل 8 مارس صراعا بين المعسكرين الشرقي والغربي، بين من يسعى إلى منح هذا التاريخ أصولا شيوعية، وبين من يرغب في جعله مرجعا غربيا لبداية الوعي النسائي بالمساواة في الحقوق، عبر إلصاقها بالحركة العمالية النسائية في نيويورك.