رأي

يوسف بورة: المعرض الوطني للكتاب المستعمل... جرعة أوكسجين يتلقاها جسم الثقافة العليل

المعرض الوطني للنشر والكتاب، جرعة الأكسجين التي يتلقاها سنويا جسم الثقافة الوطنية العليل كي يدخل بعدها في ما يشبه السبات. حالة تستمر منذ ما ينيف عن عشرين عاما لا يتخلله بين الحين والأخر سوى مبادرات خجولة أو مشاريع ثقافية كبرى يطلقها ملك البلاد على أمل أن تؤتي أكلها في الأمدين المتوسط والبعيد. ونقصد هنا برنامج المتاحف والمسارح الكبرى والمكتبة الوطنية، أما ما دون هذا فإن المسؤول الأول عن الحالة الثقافية –المثقف- فهو غائب حتى إشعار آخر ويلقي باللائمة على من سواه من وزارات وإدارات ...

مناسبة هذا القول، هو التحضير الفعلي للجمعية البيضاوية للكتبيين وباقي الشركاء لانعقاد الدورة الثانية عشرة (12) للمعرض الوطني للكتاب – المستعمل ، و هذه المرة بساحة بوشنتوف التاريخية . الموعد الذي ترسخ كموعد ثقافي سنوي يقام في قلب الدار البيضاء الشعبية، وتمكن من تحقيق تراكم نوعي وكيفي مشهود له به وطنيا وحتى في الخارج، تلكم التظاهرة التي بدأت من لا شيء تقريبا وبتضامن مشكور من كتبيي المدينة ومثقفيها ومبدعيها،ثم استطاعت أن تنفتح على مؤسسات رسمية وأكاديمية وجمعيات من المجتمع المدني بالإضافة إلى الأدباء وعموم المواطنين .. جميعهم انخرطوا في مسارها سواء ماديا أو أدبيا أو معنويا، كما أنه وإلى جانبها وباستلهام منها، صرنا نشاهد معارض جهوية على امتداد خريطة الوطن تساهم في النهوض بالقراءة وشحذ همم الناشئة على التعلم والمعرفة والإبداع.

وليس هذا من باب الإشهار أو استجداء التعاطف، ولكن من باب الغيرة على شبابنا ووطننا وثقافته ،ذلك أننا نؤمن بتطوير اقتصادنا وتحقيق المناعة والإشعاع لبلدنا حيث أنه لن يتأتى في غياب سياسة ثقافية قوية يمكن معها للفاعلين الاستراتيجيين،سواء في الاقتصاد أو في الدبلوماسية أو في الثقافة نفسها ،من أن يكون لهم عمق ثقافي يتماشى والتميز الذي لبلادنا على المستوى الإقليمي والدولي.

ولا بد من الإشادة بالدور الذي يلعبه الطاقم الوزاري الحالي المشرف على قطاع الثقافة في دعم مثل هذه التظاهرات ،وهي البادرة التي نرجو أن تستمر وتتواصل لتشمل كافة التظاهرات المماثلة.ففي ذلك سيحصل لا محالة تغيير في تعاطي المواطن مع الشأن الثقافي، خصوصا وأن العالم من حولنا يمضي قدما  نحو ترسيخ مجتمع العلم والمعرفة ،وأن المغرب من البلدان الملقى على عاتقها دور مزدوج:تنمية قدراته أولا وتحفيز عدد من الدول الأخرى في المنطقة المغاربية .

فموعدنا إذن مع الدورة الثانية عشرة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل والذي يعد بأنشطة ثقافية وبقوائم مغرية من الكتب،  ابتداء من 05 أبريل 2015، والدعوة موجهة إلى عموم القراء وجميع المثقفين ومناضلي المعرفة من أجل المساهمة في تطويره وإغنائه بأفكارهم ومشاريعهم.وكل معرض وأنتم بخير.

*رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين