فن وإعلام

على هامش مهرجان الفيلم الوطني: على بعض المخرجين والمنتجين أن يتوقفوا على استنزاف أثداء ميزانيات الشعب برضاع ريعي سافر

على الزحاف
أعتقد أن على بعض المنتجين والمخرجين المغاربة، أن يتجنسوا فرنسيا، وأن يرتموا في أحضان ماما فرنسا، عوض أن يستنزفوا أثداء ميزانيات الشعب برضاع ريعي سافر...مع العلم أن ما يعرضونه، من ما يشبه الأفلام، في المهرجانات والمنتديات، يشي بأنهم قد وصلوا إلى مرحلة متأخرة من النكوص و التخلف عن إيقاع مواكبة الواقع؛ تبدو رؤيتهم السينمائية، من خلال ما يُشاهَد، بطيئة، معاقة، و مصابة بأمراض روماتيزم مزمنة، تجعلها غير قادرة على مواكبة سرعة الأحداث، ووتيرة الحركة التي تتم في المجالات الاجتماعية، الثقافية، السياسية، و الجمالية...
على أمثال هؤلاء أن يتركوا المجال للشباب  لينتجوا أفلاما، ربما قد تكون محكومة بالكثير من النقصان والأعطاب، لكنها على الأقل قد تؤسس لسينما مغربية فتية، قابلة للتطور ومعانقة قضايا العصر والحياة، عبر سيناريوهات مغربية، بلغة المغاربة، دارجة كانت أو عربية، أو أمازيغية..
لا يمكن أن نطور الفيلم المغربي، بأدوات بائدة، يبدو أصحابها وكأنهم كائنات قادمة من زمن آخر، منفصلة ذهنيا وجسديا، عن  المتفرج/الانسان المغربي، بسيناريوهات ساذجة، بلغة هجينة، وإخراج نمطي يفتقر إلى أي إبداع فني أو جدية في التناول السينماتوغرافي، معزول عن ما تعرفه حركة السينما في العالم، ناهيك على تقديمهم لبعض التيمات المستهلكة، في أثواب تقنية مهلهلة، في الغالب، مستعارة من مجهودات الآخرين، كأن يتم "رسكلة/بلاجيا" سيناريوهات عربية أو أجنبية، وإعادة إنتاجها محليا في استحمار تام للمتلقي المغربي، واستغباء مبتذل لذوقه وذكائه...
ومن يريد أن يغازل فرنسا بأفلامه الضحلة، التي تكلف المغاربة أموالا طائلة، فليذهب إلى فرنسا ليطلب منها أن تدعم مشاريعه الفاشلة، عوض نهب أموال الدعم، التي من المفروض أن تستفيد منها السينما المغربية، وأن تكون تمويلا مفيدا لسينما قادمة، ولشباب في أمس الحاجة إلى أدنى تشجيع مادي ولا مادي....
السينما، لغة، هوية، تقنيات، ثقافة وصناعة....وليست بورصة استثمار، أو بقرة حلوب، لفاشلين تجاوزهم التاريخ والواقع، ولم يعد يهمهم سوى إرضاء ماما فرنسا، بأفلامهم التافهة، التي تأكل غلة المركز السينمائي المغربي، وتلعن ملة المغاربة..