رأي

محمد أمين بنيوب: الشباب بحاجة لمن ينصت لصرخاته..

لقاء ثاني من سلسلة اللقاءات الوطنية التي بادرت جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي مع شركائها والمعنون ب الشباب والمسرح والمواطنة والحقوق. يرمي هذا المشروع الطموح الحوار المباشر مع قضايا الشباب وسط دور الشباب،باعتبارها فضاءات للإبداع ورقع شاسعة لتأجيج الخيال وصنع الأحلام.

كنا اليوم بدارالشباب رحال المسكيني..ومع شباب القنيطرة التواق لممارسة كل حقوقه الثقافية والفنية. كان حادا في أسئلته وتدخلاته وملحاحا في أجوبة مقنعة ودالة وجريئة.

يريدون ممارسة المسرح والموسيقى وتقنيات السينما. لكن البنيات الثقافية منعدمة، وحتى تلك التي بادر المجلس في تشييدها، إما متوقفة أومتروكة للتلاشي.

يريدون مؤسسات عمومية قوية تستجيب لحاجيات سنهم وثقافتهم..

يريدون مؤسسات تعليمية منفتحة ومتوفرة على فضاءات لممارسة وتجريب إبداعاتهم..

يريدون برامج ومشاريع تحضن مواهبهم وابتكاراتهم واقتراحاتهم....

يريدون فضاءات تستوعب حرية سجالهم وصراعهم الفكري والاجتماعي والفكري..

هو مجرد سؤال يتيم.

ما هي سياسة الدولة والمدن والجهات والمؤسسات اتجاه شبابها؟؟

لقاء اليوم، ترك لدي أسئلة عالقة أهمها، غياب سياسية شبابية مندمجة ومبدعة ،هي القادرة على بعث الأمل والثقة، عند جيل تبدو له الصورة قاتمة وغير واضحة ومضطربة..

لقد قدم الفنان الموهوب بنعيسي الجراري درسا في غاية الأهمية في الفن والحياة والتحدي. طفل سحره المسرح. يافع استوطنه المسرح، في حي شعبي بالرباط، حي العكاري...عمل كل المستحيلات... بالرغم من الوضع الاجتماعي وقلة ذات اليد... اقتنع بموهبته والتحق بمركز الثقافة المسرحية بداية الثمانينات من القرن الماضي والذي كان يحتضنه المسرح الوطني محمد الخامس. تعرف على أصول المسرح نظريا وعمليا. قدم عدة أعمال مسرحية من الريبرتوار الوطني والعربي والعالمي وانتقل لبناء مسار في الدراما التلفزية وفرض مكانته في الشاشة الصغيرة.كما أنه شيد مسارا في السينما الوطنية واكتسب تجارب في السينما العالمية.

هذا المسار للفنان بنعيسى الجيراري، قدمه بصدق وتواضع كبيرين، ونقل تجربته للشباب وكان عمليا في الشرح والتحليل. كان يحاور الشباب وهو يتحرك على الخشبة، بصوته وجسده وإحساساته وبسخريته المعهودة ... أوجز خلاصة تجاربه في الدراسة والمعرفة والمبادرة لكي تصبح الموهبة الفنية،بمثابة اختيار حياتي ومهني..

نعم لدستور المناصفة ودستور الحقوق، لكن روح القوانين وعمق الحقوق، لا تتوقف على حياكتها الفقهية والمسطرية، بل تتأسس بروح طفولتها وطموح شبابها وأحلام أجيالها ومصداقية مؤسساتها.مثل هذه المبادرات وأخرى كثيرة بحاجة للمساندة والدعم ..

التغيير ممكن، كل من موقعه ومن داخل المؤسسات لا من خارجها ولا بخطابات تتحدث عن شباب تجهله.