رأي

محمد امين بنيوب: الشباب وممارسة الحقوق الثقافية والفنية..

لقاد بهي فني حضرته فنانة كبيرة ومتواضعة... فضيلة بنموسى، وأزيد من مائة شاب وشابة تابعوا أول لقاء لجمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي وسجال مع الشباب وقضاياه..

خلاصة القول الشباب، بحاجة للحوار والانصات، بغاية اكتشاف مواهبه و مشاركة تطلعاته وتقاسم انتظاراته ومده بالثقة لكي يمارس كينونته ومشروعيته..

انصبت كل التدخلات حول مواهب الشباب، كيف ستمارس؟ مع من؟ بأية وسائل ؟ هل هناك استراتيجيات وطنية حقيقية؟.

الحل المرحلي هو الانخراط والمشاركة الفعلية والعملية مع الشباب وفي مؤسسات الشباب..التغيير ممكن..الطريق شاقة ... لكن البداية ممكنة وغير مستحيلة وغير سوداوية..

هي مبادرة مهمة وطموحة، إنطلقت بمدينة سلا و بالضبط بدار الشباب تابركيت، أولي اللقاءات الفنية والفكرية في موضوع راهني حول ، الشباب والمسرح والحقوق المواطنية والانخراط في الحياة المدنية والعمومية. هذا المشروع، صاغته فرقة إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، بهدف تقوية القدرات الفنية والإبداعية للشباب، خاصة في الأحياء الهامشية ودفعهم للمشاركة والحوار ومساجلة حقوقهم ومساءلة أوضاعهم الاجتماعية والثقافية. اختارت إيسيل أن تكون العودة لدور الشباب وإحياء هويتها، كفضاء للإبداع والخيال وتكوين أجيال مبدعة متشبعة بقيم المواطنة في أسمى مظاهرها.

في مغرب اليوم، تطرح انتظارات كبرى ورهانات مجتمعية حول موقع الشباب في السياسات العمومية ومدى فعاليات الأسس المؤسساتية والدستورية والخطط الحكومية والبرامج العرضانية ،المشتركة مابين الفاعل السياسي المركزي والفاعل السياسي الجهوي والمحلي. دون أن ننسى الدور الريادي والمركزي للمنظمات المدنية بمختلف مرجعياتها والتي تشكل أداة استراتيجية في التجاوب مع قضايا الشباب، ،سواء عبر الترافع العمومي وإشراك الشباب في بناء منظومة القيم المبنية على العدالة والمساواة والحوار الإيجابي.

مع ذلك تطرح أسئلة كبرى حول خريطة الشباب في المغرب وماذا أعددنا من مشروعات عقلانية وحقيقية لبناء مجتمع جديد، مبني على أسس المعرفة والثقافة والتقانة، بغاية جعل الشباب قارة وقاطرة في التغيير الممكن.

لايكفي أن نقف عند التشخيص والوصف والأرقام، لابد من عمل تغييري في العمق.بدايته إدماج الشباب في عمق ومعادلة السياسات العمومية وذلك عبر مداخل التعليم والتربية بعمقهما المعرفي والإبداعي، مداخل منظومات الثقافة والفنون والإبداع والرياضة، مداخل مدونة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية وأخيرا مداخل المشاركة في الحياة العمومية ومنح الشباب المكانة المستحقاة وسط الكتل السياسية والنقابية والمدنية ،لا أرقام عددية خرساء بمنطق سياسوي ودعوي ومقنعة بحجاب الوصاية والوعظ والإرشاد.

اليوم، نتحمل المسؤولية كاملة في خلق حوار وطني حول الشباب وموقعه وأدوراره في الدورة القيمية والانتاجية لمغرب الراهن. مثقفون وفنانون وفاعلون عموميون، أدووارهم ووظائفهم لاتقتصر على الخطابات الوردية وشعارات مثل الثقافة والفن والرياضة هي الحل عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، بقدرما تتطلب منا الانخراط الفعلي في أماكن الشباب واقتحام مخيالهم ، ربما نشرع في نسج مصالحة مع هوياتهم ووجودهم وتوديع أبراجنا العاجية والندوات المخملية المريحة والتوصيات المتحفية.

فعلا الثقافة والفن والوعي بالحقوق الدستورية جزء من الحل وليس الحل كله. مفاتيح الحل، موجدوة في التغيير والتغيير بحاجة لفاعلين ومؤسسات مقتنعة بخرائط التغيير وراسمة لخطط وبرامج مغيرة للأوضاع والذهنيات ومنتجة لشباب ذكي ومبدع ومتصالح مع محيطه، قادر على صنع مغرب متطلع لعشرية ثالثة( 2030/2020) ومشيد لمساراتها ومبدع لنتائجها.

تتأسس الخطوة الأولى في العودة لفضاءات الشباب وبناء حلم إبداعي جماعي... جمعية إيسيل مع أطرها وبشراكة مع وزارة الشبيبة والرياضة وأطرها ومؤسستي المسرح الوطني محمد الخامس و دروسوس وبمشاركة وازنة لمثقفين وفنانيين..هي بداية مغامرة في تأسيس وعي جماعي بأفق إبداعي وحس شبابي.

*مقال نشره الكاتب و الباحث المسرحي محمد امين بنيوب على حسابه بموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"