سياسة واقتصاد

كركوز بلا مجد...

إدريس شكري

عوض احترام أحكام القضاء، الذين يوّفر كل سبل الاستئناف ونقض الأحكام، اختار والد ناصر الزفزافي أن يحشر قضية ابنه في زاوية "سياسية" ضيقة، وأن يضفي عليها الكثير من الأصباغ، في محاولة لتقديم ابنه كمناضل، بينما هو في الحقيقة مجرد متآمر، كان يخدم أجندة أعداء المغرب، الذين وفروا له المال، وكان بودهم أن يوفروا ، لشخص معتوه مثله، أشياء أخرى...

ناصر الزفزافي، الذي لم يراكم أية تجربة جمعوية أو سياسية: حقوقية أو نضالية، ويكاد رصيده المعرفي يخلو إلا من الحروف الأبجدية، أوهم نفسه بأنه بطل، قبل أن يكتشف أنه مجرد "كركوز" في مسرح الأطفال، تحركه الأيادي من وراء الستار، وهي نفس الأيادي التي خرجت السبت لتقود مظاهرة فاشلة في العاصمة البلجيكية بروكسيل.

وكما أن: "اللباس لا يصنع الرهبان" فإن الإجرام لا يصنع المعتقلين السياسيين، و التظاهر المدفوع الأجر والأحقاد والمصالح، لا يمكن أن يؤثر في الرأي العام، لأنه مجرد صراخ، وتضييع وقت في نهاية المطاف.

لا تهم الأعداد أو النفخ فيها، ولا الشعارات البراقة، التي تنبعث منها رائحة الغثيان، في قضية حق عام، تلقى المتهم الرئيسي فيها الأموال من الخارج، وصدرت عنه أفعال و أقوال تعكس مستواه الضحل، وإلا فما معنى أن يقتحم مسجدا من أجل إفساد الصلاة على المصلين، في عز صلاة الجمعة؟

لذلك، فإن الضجيج المفتعل حول هذه القضية، لا يمكن أن يغيّر التهم التي من أجلها حوكم ناصر الزفزافي، لأنها مثبتة في المحاضر، ومحجوزة لدى الأمن ، وموضوعة رهن إشارة القضاء.