سياسة واقتصاد

اب يشحد باسم ابنه...

سعد كمال

الإدانة والبراءة من اختصاص القضاء، في كل دول العالم، لكن البعض يعتقد أن ترديد الشعارات، و رفع اللافتات يمكن أن يؤثر على القضاء الذي يبني أحكامه انطلاقا مما توفر لديه من حجج وأدلة والقرائن، لا تجاوبا مع "عواطف" الذين لا "العواطف" لهم أصلا، ولا يمتلكون ذرة حب للوطن.

في قضية ناصر الزفزافي، ومن معه، توفرت كل شروط المحاكمة العادلة، من حق المتهمين في الدفاع، و حضور مراقبين الوطنيين ودوليين، فقال القضاء كلمته ابتدائيا، و لجأ المتهم إلى الاستئناف، الذي لا يزال قيد النظر أمام الغرفة الجنائية الاستئنافية، رغم ما يرافق الجلسات من ابتزاز يمارسه الزفزافي، الذي يرفض المثول أمام الجلسات، و ما يطلقه من إدعاءات، ثبت، في كل مرة، أنها مجرد افتراءات، يلجأ إليها من لا حيلة له للتشويش على سير المحاكمة. غير أن هذا الابتزاز اتخذ السبت منحى آخر من خلال مظاهرة في بروكسيل، يريد بها والد الزفزافي ومحرضوه إرضاء، جهات تتوفر على أجندة محددة، و تتبنى قضايا كانت دائما فاشلة.

في هذه المرة، ركبت المظاهرة، على النعرة القبلية، في وطن ظل دائما يتسع للجميع، في إطار الاعتراف المتبادل بالحقوق والواجبات.

لكن، الأيادي القذرة، تأبى دائما إلا أن تأكل الثوم بأفواه الآخرين، وتجد دائما من فمه مستعد للمضغ مادام هذا الثوم، يخفي بين فصوصه حفنه دولارات.

من واجب الدول، وليس المغرب وحده، حماية استقرارها وأمنها، وحالة الزفزافي، واضحة جدا، لا غبار عليها، فقد ركب هذا الشخص موجة التآمر على وطنه، و كان يستهدف سكينته، وصدرت عنه أفعال يجرمها القانون في كل أنحاء المغرب، وحتى أولئك الذين تظاهروا اليوم ببروكسيل يعلمون جدا أن القانون البلجيكي نفسه يعاقب على مثل هذه الجرائم.

أما والد الزفزافي، فقط تحول إلى مجرد شحاذ، يلتمس المال، أكثر مما يبحث عن براءة ابنه، لأنه يعلم علم اليقين، أن ما قام به "ناصر" جريمة، و أن محاكمة ابنه توفرت فيها كل شروط المحاكمة العادلة...