نجاة بلهادي بوعبدلاوي: كيف_نحتفل_بعيد_الحب_ونحن_نهاب_الحب

هناك الكثير من الشباب يتهيئون للاحتفال بعيد الحب، فيشرعون بالتفكير في شراء هدية حمراء معبرة وعلبة شوكولاطة، ليعبروا عما يجول بين جوارحهم من مشاعرٍ فياضة وحبٍ شغوف، وربما تبدأ التحضيرات منذ أشهرٍ قبل الأحتفال المرتقب، وقد شاعت هذه العادة ومارس الشباب طقوسها منذ زمنٍ بعيد.. في معظم الروايات يعود الاحتفال بهذا العيد إلى القرون الوسطى أو ما قبلها، ويربط معظمهم هذا العيد بذكرى أستشهاد القس فالنتاين، والذي قُدس فيما بعد ليصبح القديس فالنتاين شهيد الحب...

قبل أن نحتفل بعيد الحب يجب أن نقف ونتساءل ما جدوى الاحتفال إن لم يكن الطرفان على علاقة حميمة أو في بداية المشوار نحو ذلك، كيف نحتفل بعيد الحب والحب محرم بيننا؟ .. كيف نسمح لأنفسنا بالاحتفال ونحن لازلنا لم نتخلص من رواسب التخلف والتقاليد التي تقيدنا وتجعلنا نعتبر الحب ممنوع ومحرم ومن من النساء تتغنى به بصوت عال فهي فاجرة ...كيف نحتفل بعيد الحب ونحن لازلنا نعتبر الحب سر لا يمكن إفشاؤه ... كيف نحتفل بعيد الحب ونحن نحرم بيننا الحب ونعتبر المرأة التي تحب هي مومس وعاهرة إلى أن .... كيف نحتفل بالحب ونحن لا نستطيع الاحتفال بهذا العيد علانية، فمادام حبنا خلف القضبان، وما زلنا نهاب الإفصاح عن مشاعرنا، كيف نستطيع الاحتفال وتقديم هدايانا والاستمتاع بالرومانسية تحت الأضواء الخافتة، ونحن نخاف أن يرانا ابن الجيران او صديق العائلة او أخ لنا أو ..او ...او ..لا طعم للاحتفال بعيد الحب ونحن نهاب الحب ..نهاب المجتمع ...والناس والتقاليد والأعراف...

كامرأة منذ زمان وانا احتفل بعيد الحب إلى جانب من أحب ..احتفل علانية دون أن أبالي بنظرات الغير ..امارس طقوس الحب بكل حرية لا أهاب لومة لائم ولا أخشى نظرات المجتمع، الذي يعيش بوجهين كعملة رخيصة...ارفض القيود والتقاليد والأعراف الرجعية ..أعلن حبي جهرا واحتفل بعيد الحب لأنه يزرع الأمل والمحبة وينبذ الكره والتفرقة بين الأجناس والأديان والجنسيات...

سأظل احتفل بعيد الحب إلى جانب من أحب..لان أخي الرجل يحتفل ويمارس حريته وقناعته وانا أيضا سأنزع قناع النفاق واحتفل علانية مع من أحب دون خوف أو رهبة....فكل عام وانت حبيبي ....