كما قال الأشقاء في مصر "زبور زن على خراب عش"، وبمعنى أخر "بنكيران فضح نفسه"، عندما أسال دموعه التمساحية فأغرق الرأي العام ببكائياته، وإدعى الفاقة و الحاجة وقصر ذات اليد وصعوبات المعيشة وغلاء القفة وما إلى ذلك من بكائيات إن قالها مواطن يعمل كمياوم تليق به، وإن قالها موظف براتب محدود في الزمان و المكان سنصدقه. لكن أن يقولها رئيس حكومة سابق، وامين عام سابق وصاحب مدارس خصوصية دائم. فتلك قمة الإستبلاد التي حاول بنكيران تعريض المغاربة لها.

الحكاية وما فيها أن موقع "برلمان كوم"، جاء بالمختصر المفيد، بنكيران يستفيد من معاشين، "واحد كينطح الثاني"، نعم فالمعاش الذي امر به الملك هو تكميلي قيمته 70 ألف درهم أي سبعة ملايين، تضاف إلى معاشه المدني.

موقع "برلمان كوم"، نشر الوثائق الدالة على ذلك، موقعة من طرف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الإقتصاد و المالية. الوثيقة تستند إلى الظهيرالملكي الذي ينص في مادته الاولى على منح بنكيران معاشا إستثنائيا شهريا بقيمة 7 ملايين سنتيم، كمعاش تكميلي للمعاش المدني.

وهنا نقف عند مسألة المعاش المدني ونطلب من سي بنكيران لحظة بكائية جديدة، ليخبرنا أن المعاش المدني والمعاش التكميلي كلاهما لا يكفيان ولا يسدان مطالب العيش و تكاليف الحياة.

الحقيقة أن سي بنكيران "عفريت" حقيقي، لا يقوى على "عفرتته" أي أحد، والرأي العام هنا يقف مذهولا من قدرة الرجل على الكذب بكل صدق، والبكاء بكل فرح، والحزن بكل سعادة.

كذبة أخرى في طيات هذا الكشف المبين، هو إدعاء بنكيران أن إخوانه في الحزب تخلوا عنه، وهو ما كذبته سرعة العثماني في تنفيذ الرسالة الخاصة بمعاشه، حيث انها وصلته في 30 أكتوبر وفعلها في 31 اكتوبر. ولا نجد حبا ودعما اكثر من هذا، كما اننا لا نجد مثل هذه السرعة القصوى في تنفيذ امر مثلما فعل العثماني مع معاش زميله في كل شيء واخيه في "النضال" بنكيران..