رأي

عبد المجيد مومر الزيراوي: إلاّ الصحراء المغربية يا عَرَبِيَّة إبن سلمان !

 شدد وزير الخارجية ناصر بوريطة على أن عدم حدوث زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة المغربية ، ليس مؤشرا على وجود توتر في العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والرياض، إذ قال إن ” العلاقات الدبلوماسية لا تقاس بالزيارات " .

قد نتفق أو نختلف على دلالات و رسائل هذا التصريح الديبلوماسي ، غير أننا - كاختيار حداثي شعبي - يا معالي الوزير ناصر بوريطة نثير انتباهكم إلى ما سيأتي بَسْطُهُ :

إن ما تشيعه قناة العربية  من تقارير إعلامية مُغرضة و مُضَلِّلَة يدخل في خانة " ديبلوماسية الضرب من تحت الحزام ".

فقضية الصحراء المغربية ليست لعبة كرة مملوءة بالهواء تتقاذفها أقدام الصحافة العابثة بمصير وحدة شعب بأكمله !

و ليس الحديث - هنا -  عن لعبة كرة القدم التي تحكمها قوانين الفيفا ومداخيلها المالية.. بل هو الحديث عن كرة التضامن العربي التي تتقاذفها قنوات الشتات القومي، وتدهس كرامتها أبواق مسترزقة وضيعة، في زمن عربي ضائع لا نملك له بَدَلا ً..

وَ هَا نحن نتابع عربية ابن سلمان ، تلك القناة التي تُهين كل قصائد الفخر العربي ، و تُدَمِّر كُلَّ إحساس عروبي كان يملأ القلوب بالأمل في رؤية الحلم العربي واقعا معاشاً .

هذه عربية ابن سلمان أهانت الوطن المغربي ، وتلاعبت بمشاعر شعب مغربي بَطَل ؛ شعب ما انحاز ضدَّهم في الأزمَة ولا بَاعَهُم بسوق الظلمَة. شعب سالت دماء شبابِه، وهي تدافع بأخوة وحزمٍ ، وليس مقابل ما تحمله الحقائب  بالحُزْمَة.

ليس العيب أن تختار عربية ابن سلمان سفاهة الإبتزاز الجديدة. إنما العيب و العار أن يصبح مخطط تقسيم الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، ظاهرًا  على الخرائط الرقمية لقناة " العربية" ، و التي باعت الشموخ العربي بِوَهْم الترويج الإعلامي و التسويق الإخباري  لميليشيات إرهابية مسلحة تتخذ من خلاء الجزائر قواعد عسكرية لها و تسعى إلى خلق دويلة مصطنعة خدمة لأجندات  تهدد السلم و السلام الدوليين ، مثلما تزيد من تهديد الأمن القومي لدول المنطقة ، مع استنزاف الجهود و الطاقات في معارك الهدم و ليس في استكمال بناء الصرح الافريقي القادر على إحقاق حلم شباب أفريقيا في مجتمع التنوع البشري ، مجتمع السلم و السلام و الحرية و المساواة و الكرامة و العدالة الاجتماعية و المجالية ...

فَسِيروا إلى بلاطوهات و استوديوهات قناة العربية، ثم تأملوا معي أين غابت خصال الموقف العربي الأصيل التي تنطق بمروءته و وفائه مُعلقات الشعر العربي وبلاغة أشكاله المعاصرة قبل قرارات الجامعة العربية الحديثة ؟!

و يا ليت شعري ..

ما هو – إذن - إعراب "عربية إبن سلمان" في سؤال :  أين غاب الضمير العربي؟!.

و ما هي أوزان "عربية إبن سلمان " الصرفية في زمن المَحْوِ القيمي و النحو الدعائي النشاز ؟!.

فلا تحزن يا وطني ! ..

رغم أن طعم الغدر مُرٌّ ، فالأَلَذُّ منه صمود في وجه أبشع  المصاعب.. قلمُ وطني حُرٌّ ، جفَّت الصحف وتَمَظْهَرَت حقيقة العربية قناة أُمِّ المَقَالِب..

بخٍ.. بخٍ!

الأرائك جد راقية ، المايكروفونات و الملابس جد غالية ، هي القناة العربية و ما أدرانا ما هيَ؟، هي القناة الكاذبة وَشرَفُكَ يا وطني خير المَكاسِب..

هكذا تحوَّلَت عربيةُ إعلامهم إلى فضيحة صحفية ، فلاَ تَغْتَم بِغَدْرِهم ياوطني . هي الضمائر تملأ المدرجات ، المواقف بين الرفوف و ألفاظ العُرُوبَة مسروقة ، هي قناة العربية تقاريرها مُلَغَّمَة، الظاهر منها خرائط و مقاصدها المُحَرَّمَة و المُجَرَّمَة. ثم آه يا وطني هذه عربية إبن سلمان قناة لا تخلو من أفظع العجائب..!

هذه عربية ابن سلمان تفتح عدسات كاميراتها ذات التكنولوجيا المتطورة ، لكي تُظهر للمغربيات و المغاربية خرائط مساندتِها و انحيازها لأوهام جبهة المُتاجرين بالبشر و عصابة الاستغلال المُسْتَرْزِق برفع شعار تقرير المصير بإفريقيا ، هذه المنظومة الإرهابية التي تستعبد الشباب المُحْتَجَز و المغلوب على أمره، الشباب الممنوع من استنشاق نسائم عهد جديد بالمنطقة و تعويض سنوات الضياع التي عاشها المُغَرَّر بهم الأوّلين بين خدمات إجتماعية شبه مُنعدمة و عدالة حقوقية مُنقرضة تماماً.

لا تحزن يا وطني ! ...

رغم كيد الكائدين و مسالكهم الدعائِيّة الوَعِرَة، فإن الوحدة الترابية المغربية ستبقى عصية على خصومها ، منيعة بمبادرة الحكم الذاتي المنطلقة من إختيار الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان الذي لا رجعة فيه ،  و القوية بنصوص الترسانة الدستورية و القانونية و الحكامة المؤسساتية التي ترتكز عليها.

# شتَّان ما بين " العربية" و  بين " العروبة"

*رئيس الإختيار الحداثي الشعبي