فن وإعلام

في ذكرى رحيل "إيناس"... رويشة الذي لا ينسى

عبد العزيز المنيعي

سنة 2012، تاريخ حفر في ذاكرة الالم عميقا بالنسبة لعشاق الأغنية المغربية الامازيغية، تاريخ أعلن فيه المبدع محمد رويشة نهاية المسير، وأسلم الروح إلى خالقها.

لكنه ظل وسيظل حاضرا في وجدان المغاربة دائما وأبدا، لأنه لم يعطه الهباء، بقدر ما أعطاهم البهاء، وعظمة الإبداع وروعة الموسيقى الأصيلة النابضة باليومي وبالحلم أيضا.

"إناس"... شاهدة على ذلك، تحكي كل شيء وتترك لنا المجال مفتوحا على مصراعيه للكثير من التاويلات الجميلة.

خلال الشهر الذي ودعناه، أي يناير، حلت ذكرى رحيل رويشة، طبعا امام هذا اللغط الكثير والهرج و المرج الذي سمي بالغناء تجاوزا، ننسى أسماءا كبيرة وشامخة رحلت وتركت فينا أثرها الذي لا يرحل.

أسماء لأصوات مميزة، والحان خالدة، وكلمات بليغة... لم نعد نتذكرها فزحمة اليومي كشفت النقاب عن ضعفنا، وزحمة "البوز" عرت عورة الإبداع الغائب.

رويشة كان أحد هؤلاء، فهو لم يكن مجرد مطرب مغربي، يغني و يكتب الكلمات و يستمد لحنه من عمق اليوميات الموغلة في الألم و الحب و الانتظار و الفرح أيضا. بل كان فنانا أصيلا عاش معنا لحظاتنا بشموخ الامتداد السابق. بل أبدع و أطرب و حقق له موقعا مميزا في خارطة الغناء المغربي امازيغي و عربي، في عز المنافسة و قمة الأغاني الشعبية و الشبابية التي سرت فينا مسرى النار في الهشيم.

رويشة لم يكن يمانع في ما يجري حوله، بل كان يؤكد أن مسار الفن هو التطور و التجريب، و ليست الأغاني الشبابية و الشعبية سوى واجهة لهذا التجريب الفني الذي يمنح للمغرب صفة الانفتاح على كل الأشكال و الألوان الفنية و الثقافية الممكنة و المتاحة.

اليوم نسترجع رويشة على شكل ذكرى، ونسأل ماذا أعطينا لمستقبل الأغنية المغربية، وماذا اعددنا لفتح أفقها بعيدا عن المزايدات والمصالح الشخصية، و المنافع الانية الظرفية..