قضايا

لي تلف يشد لارض

المصطفى كنيت

يبدو أن عبدالإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، و رئيس الحكومة السابق، أصبح أكثر من أي يوم مضى، بحاجة إلى  الامتثال للمضمون البليغ للمثل المغربي القائل: " لي اتلف يشد الارض"، ذلك أن خرجات هذا السيد الأخيرة تشي أنه فقد البوصلة، أو أصابه مس من العفاريت والشياطين والتسامح، التي حاول أن يُعلق  فشله على مسجبها، أيام كان رئيسا للحكومة، وبفضل ذلك حصل على تقاعد استثنائي علما أنه كان يستهجن استفادة البعض من المعاش الوزاري ويعارضه من داخل قبة البرلمان، مشهرا قولة عمر بن الخطاب (قرقر بطن عمر بن الخطاب من الجوع على المنبر عام الرمادة، فأشار إلى بطنه وقال: قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين)، غير أنه اليوم يختبئ وراء سلوك ملكي راقي والتفاتة مولية سامية.

ومع ذلك فإن بنكيران الذي استعمل "قرقرة بطن عمر" لمهاجمة خصومه السياسيين، يصر على التصريح أنه "ما يرزاق ما يعلام"، و لا يملك ولو براكة، وأن كل الثروة، التي راكمها، هي ملك لزوجته... هكذا، لكنه في نفس الوقت يرفض أن يكشف عن مبلغ تقاعده الاستثنائي، ومعمل "جافيل" والمؤسسات التعليمية الخصوصية، وهي ممتلكات لن تخفيها عن الرأي العام تصريحات، يظهر أنها كاذبة أو تصدر عن شخص أصبح فاقدا للذاكرة أو على أري المثل: " لي لقا راحتو في لهبال  ما عندو ما يدير بالعقل".

و لا غرابة أن يمارس بنكيران، حمقه على الرأي العام، منذ أن نزعت أمينة ماء العينين، حجابها أمام "المولان روج"، وكشفت عن ساقيها في تلك الساحة الشهيرة بالعاصمة الفرنسية، عاصمة الجن والملائكة، فصار يحلل ويحرم كأنه مفتي، و يضرب عرض الحائط بكل ما سبق أن بدر عنه، بل و يعتذر للزميلة المصورة الصحفية، أمينة خباب، التي هاجمها ذات يوم تحت قبة البرلمان بسبب اللباس، وذلك لتبرير دفاعه عن الفضيحة، التي وقعت فيها سيدة أقدمت على تطليق زوجها والاختلاء بعشيقها، من دون أدنى مراعاة لقول عمر بن الخطاب ( رضي): " ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".

طبعا، خرجات بنكيران، ليست مجرد حمق، بل هي أيضا "طنز" على الرأي العام، فما معنى أن يصرح أمام شبيبة حزبه الاثنين 21 من الشهر الجاري، أن الإدارة أضيق أبواب الرزق، ناسيا أنه دافع قبل سنوات قليلة، فقط عن حق ابنته في التوظيف في الأمانة العامة للحكومة، رغم ما أثاره ذلك من انتقادات، فلماذا لم ينه بنكيران ابنته على الدخول من أضيق أبواب الرزق، وينصحها بالتوجه إلى الأعمال الحرة كما يفعل اليوم مع باقي أبناء الشعب؟