نعيمة فراح : أرجو أن تعتذر ممن وصفته بالوضيع السيد بنكيران وذلك أضعف الإيمان

السيد رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية
تحية طيبة يمليها واجب التربية والانتماء الى حزب كبير خرج من رحم المخزن( كما هو الشأن بالنسبة لأحزاب عديدة ) وترعرعت ببن جنباته وتتلمذت داخله على أيادي رجالات دولة كبار ( امثال مؤسس الحزب الأستاذ أحمد عصمان ومحمد حدو الشيكر ومحمد بن عيسى..وعبد السلآم زنيند وعبد اللطيف الغيساسي واحمد العسكي…ومصطفى عكاشة وعزيز الحسين والعلمي التازي وآخرون عديدون لا يسع المجال لذكرهم جميعا).
وأهم شيء تعلمته مع هذه الكارزمات هو معنى الإيمان بحق الآخر في التعبير…واحترام الإختلاف وممارسة السياسة بعفة كلما استطعت إلى ذلك سبيلا.
وتعلمت أكثر أن أنبه من أخطأ في حقي بالتي هي أحسن…وأطالب باعتذار منه…وإن رفص فلتكن افعالي واعمالي هي وسيلة ردي عليه. …هذا إن لم أجد إلى الصفح طريقا.
هذه هي مدرسة التجمع الوطني للأحرار التي ولجتها وعمري لم يتجاوز آنذاك الرابعة عشر…
ومرت السنوات والتجمع بحث له عن موقع قدم داخل المشهد السياسي ووجد ذلك الموطئ…مما خول له انتزاع إحترام الجميع المنافس( ولا أقول العدو..لأنه لا عداوة بين أبناء الوطن الواحد ) قبل الصديق.
وحملت الأيام أسماء جديدة انضافت لأسماء المؤسسين، بعضهم جاء من أقصى اليسار والآخر من أقصى اليمين ( مصطفى المنصوري، محمد اوجار، الطالبي العلمي صلاح الدين المزور….والقائمة ايضا هنا تطول ) هذا الجمع انصهر في تجمع كان حاضنا للجميع..وحمل مشعل الديمقراطية الاجتماعية في محاولة لتطبيقها على ارض مغرب تضاريسه صعبة المنال بسبب مخلفات ماض ليس مبهجا في أكثر لحظاته.
وخلال مسار الحزب الطويل الذي تجاوز اليوم اربعين سنة من التواجد والكينونة …لم يسمع في يوم ما أن قيادي تجمعي تلفظ بكلام ساقط في حق أي كان فما بالك فيمن يشاركه ممارسة الفعل السياسي. ( اللهم بعض المناوشات التي تحدث بين الفينة والأخرى وتبقى في حدود اللياقة ولا تخرج عن المناوشة ).
وكان هدف الحزب من وراء ذلك هو رفع مستوى النقاش ومحاولة خلق مواطن سياسي خلوق ومتخلق ومنتمي الى قيم المواطنة والسلوك الكلامي الراقي..لعل وعسى..نساهم ولو بقسط ضئيل في بناء مغربي الغد المنتشي بأخلاقه والغيور على قيمه.
لكن أشياء كثيرة طبعت المغرب في العشر سنوات الأخيرة..وجعلت جلنا يقف مشدوها مما وقع من انزلاقات لا على مستوى الأخلاق ولا على مستوى القيم…( من المسؤول؟ تلك حكاية أخرى سيأتي أوان حكيها).
وكان المأمول هو أن يصارع القائد السياسي من أجل إعادة الأمور إلى أصلها…وللأسف العكس هو ما حدث..الانزلاقات جرفت بعض رجالات السياسة وصرنا نسمع منهم وعنهم لغة والفاظا أقل ما يقال فيها أنها منحطة .. ومخلة.
الأستاذ عبد الاه بنكيران
وبعد واجب الإحترام الذي يفرضه علي مقامك ومسؤولياتك التي تحملتها ولمكانتك الاعتبارية ومع كل التقدير للحزب الكبير الذي تمثله العدالة والتنمية …اسمح لي بالقول بأنك انجرفت كثيرا وكثيرا..والا ما معنى أن تصف شخصا كنت بالأمس تعانقه وإلى مكتبه تجلس … بالوضيع….
أي ذنب جناه هذا الشخص حتى يوصف هكذا وصف…
إن كان قد ارتكب خطأ في حق حزبك عندما اخذته حماسته (في ظل التنافس السياسي المشروع) ذات يوم ووصفه بالمخرب فأنت اليوم ترتكب جريمة لا تغتفر في حقه بوصفك إياه بالوضيع…إنها كلمة ننأى باستعمالها في حق ألد اعدائنا فبالاحرى أن تستعمل في حق من يجمعك وإياه نفس الوطن. فهل في عرفك يقابل الخطأ بالجريمة؟
لهذا وباسم الوطن الذي يحتضننا جميعا اطلب منك أن تعتذر ممن قدحته…ولنرتقي جميعا…من أجل الوطن ومن اجل المواطن …لعل وعسى نعيد للفعل السياسي وهجه …ثم إن ذلك هو أضعف الإيمان.

المواطنة نعيمة فراح